أكد الأمير الوطني للجيش الإسلامي للإنقاذ المنحل مدني مزراق أن عناصر مسلحة كانت تنشط بنواحي المدية أكدت له في حينها أن إعدام رهبان تبحريين السبعة تم على يد الجماعة الإسلامية المسلحة بقيادة أميرها الوطني السابق جمال زيتوني، مضيفا بأن هذه القضية ميتة وقد أثبتت كل التحقيقات مسؤولية "الجيا" فيها، وأن الحملة التي تقوم بها باريس بزعامة نيكولا ساركوزي تستهدف الجيش الجزائري باعتباره الركيزة الأساسية للدولة الجزائري، وتستعمل كورقة ابتزاز بعدما شعرت فرنسا أنها خسرت ما كانت تعتقد أنها محميتها الأبدية. قال مدني مزراق الأمير الوطني السابق لما كان يسمى بالجيش الإسلامي للإنقاذ في اتصال أجرته معه "صوت الأحرار" أن قضية رهبان تبحريين هي قضية ميتة، وان التحقيقات التي تمت في حينها أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن " الفاعل هي الجماعة الإسلامية المسلحة بقيادة أميرها الوطني السابق جمال زيتوني.."، وأضاف مزراق أن جمال زيتوني نفسه اصدر بيانا أكد فيه خطف وإعدام الرهبان السبعة .."، وأضاف الأمير الوطني للأيياس المنحل " نحن ورغم بعد المواقع التي كنا نحتلها عن المنطقة التي تم فيها خطف وقتل رهبان تبحريين، علمنا من بعض الإخوة بالمدية أن الجيا هي من قامت بالعملية.." وأوضح مدني مزراق أن هذه الحقائق محسوم بشأنها ولا غبار عليها ولا تحتمل أي شك أو تأويل أو قراءات مختلفة ومتعددة، وأما بخصوص التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وبعض الوزراء الفرنسيين تعقيبا على "شهادات" الملحق العسكري السابق في السفارة الفرنسية بالجزائر والجنرال المتقاعد فرنسوا بوشوالتر، أكد مدني مزراق أن قضية تبحريين تستعمل كورقة ابتزاز اتجاه الجزائر، والسبب حسب الأمير الوطني لجيش الإنقاذ المنحل أن فرنسا شعرت في السنوات الأخيرة بأن الجزائر بدأت تفلت من قبضتها وبدأت تتحرر من القيود التي حاولت أن تجعل منها محمية أبدية للاستعمار القديم. وحسب مدني مزراق فإن الجزائر قد قررت دون رجعة فتح أبوابها على العالم والتعامل بندية كاملة مع جميع الأطراف من ضمنها فرنسا، مضيفا "يبدو أن باريس لم تهضم هذا التعامل الجديد لذلك هي الآن تلوح بهذه القضية الميتة ضنا منها أنها ستهدد الجيش الجزائري الذي يمثل الركيزة الأساسية للدولة الجزائرية، ومنه تغيير بعض مواقف الدولة الجزائرية..لكنهم عبثا يحاولون.." وربط الأمير السابق لجيش الإنقاذ المحل بين عودة ملف قضية رهبان دير تبحريين إلى الواجهة وبين المنافسة الشرسة بين فرنسا والولايات المتحدة والصين في الجزائر والمنطقة عامة، وعن احتمال وجود علاقة ما بين التحركات الأمنية والاستخباراتية المريبة للفرنسيين وعدد من الدول الغربية في جنوب الصحراء الكبرى ومنطقة الساحل الإفريقي بحجة ملاحقة فلول القاعدة ومواجهة ظاهرة خطف الرعايا الغربيين، قال مدني مزراق انه من مصلحة هذه القوى أن تبقى الجزائر تعيش في حالة لا أمن واضطرابات مزمنة، وأن بقاء الإرهاب يخدم أهداف هذه القوى من بينها فرنسا، وذكر مزراق من جهة أخرى بقانون تمجيد الاستعمار وامتناع باريس عن الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها في الجزائر مع سبق الإصرار والترصد، ثم تقيم الدنيا ولا تقعدنا فيما يخص قضية مقتل سبعة رهبان بدير تبحريين، وخلص إلى القول أن ما تقوم به باريس يعبر عن حالة ارتباك وتخبط بعدما شعرت بأنها لم تعد قادرة على اللعب في الساحة الجزائرية كما كانت تفعل من قبل. وتأتي تصريحات الأمير الوطني السابق للجيش الإسلامي للإنقاذ المنحل بعد تلك التي أدلى بها عبد الحق لعيايدة الأمير السابق للجماعة الإسلامية المسلحة الذي أكد بدوره وقوف الجيا بقيادة جمال زيتوني وراء إعدام رهبان دير تبحريين سنة 96، وقدم المكنى "العيادة" تفاصيل عن تصفية الرهبان، ورد مقتلهم إلى الصراعات التي كانت قائمة بين مديرية الأمن الخارجي في المخابرات الفرنسية ومديرية حماية الإقليم "الدي أس تي " حول الجهة المؤهلة لمعالجة القضية والتعاطي معها، فضلا عن الخلافات التي كانت موجودة بين الجهازين حول الدخول في مفاوضات مباشرة مع الجيا أو رفض أي اتصالات مع الإرهابيين، علما انه تبين فيما بعد أن الفرنسيين الذين عجزوا عن معالجة هذه القضية دخلوا فعلا في اتصالات أولية مع الأمير الوطني السابق للجماعة الإسلامية المسلحة جمال زيتوني الذي أوفد احد العناصر الإرهابية إلى السفارة الفرنسية بالعاصمة للتفاوض وطرح مبعوث الأمير الوطني للجيا جملة من الشروط على الفرنسيين من بينها إطلاق صراح بعض العناصر الإرهابية التابعة لهذا التنظيم الإرهابي الأكثر دموية منذ انطلاق مسلسل الإرهاب في الجزائر، للعلم أيضا أن جل المجازر التي ارتكبت في الجزائر تنسب للجيا التي يسيطر عليها عناصر توصف بالدموية والتي تعتمد على مرجعية التكفير بالشبهة واستباحة دماء الجزائريين دون تمييز. للإشارة فإن إعادة تحريك ملف قضية رهبان دير وتبحريين جاء هذه المرة على لسان الملحق العسكري السابق بالسفارة الفرنسية بالجزائر الجنرال فرنسوا بوشوالتر الذي زعم بان مقتل رهبان دير تبحريين جاء بسبب خطئ للجيش الجزائري، وقال أن معلوماته استقاها من جنرال سابق في الجيش الجزائري كان له شقيق شارك في الهجوم المزعوم على الجماعة الإرهابية التي كانت تحتجزا الرهبان.