جددت بلدية الجزائر الوسطى اتفاقية التوأمة والتعاون مع عاصمة الجمهورية العربية الصحراوية التي تم توقيعها سنة 2002، وأكد محمد لمين ددي والي ولاية العيون أن أهم بنود الاتفاقية تضمنت فك الحصار على الشعب الصحراوي وهدم جدار العار الذي فرق بين أبناء الوطن الواحد، و يأتي هذا الاتفاق يشير رئيس بلدية الجزائر الوسطى ليضيف بعدا أخر لنصرة الشعب الصحراوي من خلال إضافة بند سياسي يهدف إلى توسعة التضامن الإفريقي و الدولي للقضية الصحراوية . وقع أول أمس الاتفاقية عن الطرف الجزائري الطيب زيتوني رئيس بلدية الجزائر الوسطى وعن الطرف الصحراوي والي ولاية العيون، محمد لمين ددي، عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو وذلك بحضور رئيس منظمة المدن الإفريقية الأسقف سمانقاليز ومخاتشاو أسقف جنوب إفريقيا ، رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية لمساعدة ودعم الشعب الصحراوي محرز العماري، إلى جانب الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لحسين داي ممثلا عن والي ولاية الجزائر، إضافة الى حضور وفدين من المناطق المحتلة و مخيمات اللاجئين. وتحدث والي العيون خلال كلمة ألقاها بالمناسبة عن أهم محاور التعاون التي تضمنها هذا الاتفاق والتي مست مختلف الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وتم تجديدها حتى تصادق عليها الهيئة المنتخبة للمجالس الشعبية للمدينتين، وقال ذات المتحدث إنه تم اغتنام فرصة احتضان الجزائر للمهرجان الثقافي الإفريقي لإبرام هذا الإتفاق، مجددا حرصه على التذكير بأن هذا الميثاق تم تجديده عدة مرات وتم توقيعه لأول مرة 26 مارس 2002 معترفا بجهود الجزائر وموقفها الثابت لمناصرتها لقضية الصحراء الغربية وكل قضايا التحرر من خلال دعمها لجميع الشعوب المظلومة ومساعدتها على تحقيق حقها في تقرير مصيرها على غرار الشعب الفلسطيني و دولة جنوب إفريقيا مشيرا في ذات السياق إلى أن مراسيم التوقيع اكتست هذه المرة طابعا خاصا ميزها حضور عدد من المعتقلين الصحراويين السابقين حيث كانت مسألة تحرير هؤلاء بالإضافة الى فك الحصار المضروب على الأهالي تشكل أحد أهم ما تسعى إلى تجسيده بنود البروتوكول الموقع الى جانب كسر جدار العار المكون من الألغام والدبابات و السياج الشائك التي فرقت بين أبناء الوطن الواحد وعزلت أبناء العائلة الواحدة ، وأكد والي العيون أنه في كل مرة يتم فيها تجديد الإتفاق تضاف لهذه الوثيقة معاني أخرى قوية وهو الأمر الذي سيستمر إلى غاية تحقيق الهدف الأسمى ألا و هو تحرير كل التراب الصحراوي و فك الحصار الجائر المفروض على شعبه. ومن جهته تحدث الطيب زيتوني رئيس بلدية الجزائر الوسطى عن المبادرة التي تحمل في طياتها شيئا جديدا يصبوا في الأساس الى توسعة أفق التضامن الإفريقي و الدولي مع الشعب الصحراوي، وكشف في ذات السياق عن تنصيب ورشة عمل للتحضير لندوة دولية حول توأمة المدن ستعقد شهر ديسمبر المقبل، لتجديد موقف الجزائر الثابت في مساندته لقضية هذا الشعب المضطهد. كما عبر رئيس منظمة المدن الإفريقية الأسقف سمانقاليزو مخاشو عن ضرورة مساندة هذا الشعب في قضيته العادلة بغية تحرير آخر مستعمرة في إفريقيا مجددا دعم منظمته للكفاح الذي يخوضه أبناء الشعب الصحراوي من أجل كسر قيود الاستعمار و استرجاع أرضه المغتصبة، مشيرا إلى الدور الذي تلعبه منظمة المدن الإفريقية على الصعيد الإقليمي حيث تم في آخر اجتماع لها إسناد نيابة رئاستها الى الجزائر ممثلة في بلدية الجزائر الوسطى وهذا بغية تفعيل دورها على مستوى شمال إفريقيا. وأشار محرز العماري أن هذه الاتفاقية ستكون محطة لبعث رسالة قوية للأمم المتحدة و المجموعة الدولية باسم إفريقيا للتأكيد على ضرورة تصفية الاستعمار بالقارة السمراء.