شهدت العديد من الأحياء وبلديات الجزائر العاصمة، ليلة أول أمس، مباشرة بعد موعد الإفطار، موجة احتجاجات عارمة وقطع للطرقات بسبب الإنقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي خلال اليومين الفارطين، فيما أرجع مسؤولو الشركة الجزائرية لتسيير شبكة نقل الكهرباء سبب هذه الإنقطاعات إلى الإفلات التلقائي المتتالي لعدة خطوط ذات الضغط جد العالي التي تزود العاصمة جراء التلوث الطبيعي وكذا الناجم عن دخان حرائق الغابات الذي ازداد تفاقما جراء ظروف مناخية استثنائية بارتفاع نسبة الرطوبة والضباب. وتبعا لهذه الوضعية، أكد العديد من المواطنين أن الإنقطاعات الكهربائية في مثل هذا الشهر الكريم وخاصة في فصل الصيف أين ترتفع فيه درجات الحرارة أدت إلى إتلاف العديد من مدخرات العائلات في الثلاجة إلى جانب إتلاف العديد من المكيفات الهوائية وبعض الأجهزة الضرورية، ناهيك عن قطع التيار الكهربائي في وقت الإفطار، حيث ولدت هذه الوضعية حالة غضب لدى العديد من المواطنين في أحياء وبلديات العاصمة، دفع بهم ليلة أول أمس، إلى الخروج في احتجاجات إلى الشوارع عمدوا من خلال إلى قطع العديد من الطرقات الرئيسية وأضرموا النار في إطارات مطاطية. ومن جهتها، أكدت الشركة الجزائرية لتسيير شبكة نقل الكهرباء التابعة ل »سونلغاز« أن حوالي 350.000 بيت (أي نصف استهلاك العاصمة) حرموا مؤقتا من الكهرباء يوم الأربعاء الفارط على الساعة العاشرة ليلا و39 دقيقة في العاصمة، جراء الإفلات التلقائي المتتالي لعدة خطوط الضغط الجد عالي التي تزود العاصمة، حيث أرجعت الشركة هذه الانقطاع في التيار الكهربائي في بيان لها إلى التلوث الطبيعي والتلوث الناجم عن دخان حرائق الغابات الذي ازداد تفاقما جراء ظروف مناخية استثنائية (نسبة رطوبة جد مرتفعة وضباب) في انخفاض الضغط الذي مسّ نصف العاصمة، والذي أدى إلى الإفلات التلقائي المتتالي لعدة خطوط الضغط الجد عالي التي تزود العاصمة. كما أوضح البيان أن التيار الكهربائي عاد تدريجيا بفضل تجند فرق التدخل التابعة لشركتي نقل الكهرباء وتوزيع الكهرباء والغاز للعاصمة، مضيفا أنه في أقل من ساعتين عاد التيار الكهربائي إلى جميع البيوت تدريجيا بحيث كان آخر بيت يسترجع الكهرباء في منتصف اللّيل و30 دقيقة، كما أشار ذات المصدر إلى أن شركة تسيير شبكة نقل الكهرباء قد وضعت برنامجا للتخلص من التلوث تحت الضغط بغية تقليص أخطار الإفلات التلقائي في مثل الظروف المناخية الاستثنائية التي سجلت يوم الأربعاء الفارط. وأضاف البيان أن عمليات التخلص من التلوث هذه التي تتم بإمكانيات شركة تسيير شبكة نقل الكهرباء تبقى غير كافية بالنظر إلى أهمية الظاهرة والشبكات المعنية، موضحا أنه تم إبرام عقد خاص بالتنظيف تحت الضغط بواسطة طائرة مروحية لكن بسبب مماطلات إدارية فإن المروحية التي كانت من المفروض أن تستلم يوم 18 جويلية الماضي لم يتم استلامها إلا يوم الثلاثاء.