سقط خمسة قتلى على الأقل وأكثر من 20 جريحا في مواجهات اندلعت بين مسلحين من أنصار ومناهضي الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، في مدينة "بني وليد"، والتي كانت واحدة من أبرز معاقل الكتائب الموالية لنظام العقيد، الذي قُتل على أيدي "الثوار" في 20 أكتوبر الماضي. وفيما نفى وزير الداخلية الليبي، فوزي عبد العال، الأنباء التي ترددت عن سيطرة أنصار القذافي على المدينة، فقد حذر من أن قوات المجلس الوطني الانتقالي، الذي يقود البلاد في الوقت الراهن، لن تتسامح مع أي مسلحين موالين للعقيد المقتول. وقال عبد العال، في تصريحات للتلفزيون الليبي الرسمي: "أود أن أبعث برسالة إلى كل هؤلاء الموالين للنظام السابق: إنكم تلعبون لعبة الموت"، وتابع قائلا: "إننا لن نكون رحماء معهم.. فإن حماية أمن ليبيا هي الأولوية القصوى". من جهته، نفى رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، المستشار مصطفى عبد الجليل، أن يكون أنصار القذافي قد سيطروا على مدينة بني وليد. وقال عبد الجليل لمراسل الجزيرة في طرابلس إن قوة تابعة لوزارة الدفاع الليبية توجهت إلى بني وليد لاحتواء المشكلة هناك، وإن طائرات تابعة لسلاح الجو الليبي تحلق في أجواء المدينة. وكانت مواجهات بين مسلحين وكتيبة الثامن والعشرين من ماي التابعة للثوار أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من عشرين، وذلك بعد اعتقال الثوار شابا من المدينة، بينما ترددت أنباء عن سيطرة مناصري العقيد الليبي الراحل معمر القذافي على المدينة. وفي وقت سابق، قال قائد ثوار مدينة بني وليد، مبارك الفطماني، إن عددا من الثوار قتلوا وأصيب آخرون بعد تعرض المدينة لهجوم من قبل مؤيدي نظام القذافي وسيطرتهم عليها ورفعهم الأعلام الخضراء التي ترمز إلى النظام السابق. وناشد الفطماني ثوار ليبيا للتدخل عاجلا لإنقاذ بني وليد (180 كلم جنوب شرق العاصمة طرابلس)، وحمّل المجلس الوطني الانتقالي المسؤولية الكاملة عما يحدث في المدينة باعتباره لم يقم بإرسال قوات وعد بها لمساندة ثوار المدينة وذكر مبارك الفطماني -الذي كان موجودا في قاعدة للثوار طوقها الموالون للقذافي- لوكالة الصحافة الفرنسية أن الموالين يسيطرون على بني وليد، وأن خمسة ثوار تعرض قائد كتيبتهم لهجوم من قبل الموالين للقذافي قتلوا، فيما أصيب 30 آخرون.وتعد هذه أخطر أعمال عنف تقع في بني وليد منذ سقوط نظام القذافي في أكتوبر الماضي، بعد ثمانية أشهر من بداية الثورة الليبية. يشار إلى أن الثوار تمكنوا من تحرير هذه المدينة بصعوبة، وكانت المعقل الأخير لسيف الإسلام القذافي قبل فراره منها والقبض عليه في الصحراء. وفي وقت سابق الاثنين، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، عبد المنعم التونسي، إن المسلحين الموالين للقذافي مازالوا يسيطرون على بعض مداخل المدينة، التي تبعد حوالي 170 كيلومتر من جنوب شرقي العاصمة الليبية طرابلس. وتشهد ليبيا حاليا ما يمكن وصفها ب "أسوإ أزمة" تواجه المجلس الوطني الانتقالي، بعدما قدم نائب رئيس المجلس، عبد الحفيظ غوقة، استقالته من منصبه الأحد، بعد سلسلة من الاحتجاجات ضد القادة الجدد في البلاد، قائلا إن استقالته تأتي بسبب "أجواء الكراهية والشحن"، التي تمنعه من الاستمرار في أداء مهمته.