رفض الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، تحميل الأفلان »أخطاء الغير« وعبر بقوله :» لا نرضى ولا نقبل تحميلنا أخطاء غيرنا وأوزار مراحل لم نشرك فيها ولم يصغ فيها لصوتنا« وعن الخمسين سنة التي تلت الاستقلال أوضح بلخادم »هي بكل الاعتبارات جزء من حياة شعبنا وتعبير عن تطور مجتمعنا وعيّنة من أداء مؤسسات دولتنا، نتحمل نحن في حزب جبهة التحرير الوطني مسؤوليتنا كاملة، ويحق لنا كمناضلين وجزائريين الاعتزاز بها«. أفاد أمين عام الأفلان في الكلمة التي ألقاها بمناسبة افتتاح الجامعة الصيفية للحزب بتيبازة أمس، إن مرور خمسين سنة على استرجاع السيادة الوطنية، يقتضي وقفة من كل الجزائريات والجزائريين، مشيرا إلى أن هذه المحطة عند المناضلات والمناضلين في حزب جبهة التحرير الوطني تستلزم أكثر من ذلك »لأنها بالنهاية تعتبر بمثابة السيرة الذاتية لمناضلينا وحزبنا خلال نصف قرن من الجهد والبذل والعطاء لتحقيق ما جاء في بيان الفاتح من نوفمبر 54، ولتجسيد ما ضحى من أجله مليون ونصف المليون من الشهداء الأبرار«. ويعتقد بلخادم »أنه كما لا يمكن ولا يتصور كتابة تاريخ ثورة التحرير دون أن تكون جبهة التحرير هي اللحمة والسدى في الملحمة التاريخية لشعبنا« وحسب المتحدث » فإنه لا يمكن ولا يصح التأريخ والتقييم لمسيرة البناء والتشييد، دون أن يكون الأفلان إن في عهد الحزب الواحد أو في مرحلة التعددية، هو العنوان والقاسم المشترك في كل المعارك والبرامج والمشاريع، التي خاضتها الجزائر وأنجزتها، سواء تلك التي انتصرت فيها وكسبتها بامتياز، أو تلك التي نجحت فيها بدرجة مقبولة أو بنجاح نسبي«. وأضاف الرجل الأول في الحزب العتيد إن نصف قرن في عمر الأمم والدول قد لا يكون شيئا كثيرا عند البعض، وقد يكون كافيا ووافيا عند البعض الآخر، ولفت إلى أن حزب جبهة التحرير الوطني يعتقد بأن الجزائر على امتداد الخمسين سنة الماضية استرجعت بالفعل سيادتها على أرضها وسمائها، وهي بصدد استعادة كامل مقومات إنسانها في كل أبعاده الحضارية الثقافية واللغوية، على الرغم من المصاعب الجمة ومن الرياح العاتية التي تعصف من الشرق والغرب معا• واسترسل بلخادم في حديثه قائلا :» ومن هذا الفهم لصيرورة التاريخ، عملنا وما نزال نعمل في حزبنا على التشبيب وتجديد القوة النضالية الحيّة في شعبنا، نعمل على أن يتكفل الإنسان الجزائري الجديد بمسؤولياته داخل هياكل التنظيم، بعيدا عن صراع الأجيال...«. وأكد المتحدث أن تشبث حزب جبهة التحرير الوطني بعملية الإصلاح التي باشرها رئيس الجمهورية إنما مصدرها »إيماننا في حزبنا بأن الإنسان الجزائري الجديد، جدير بتحمل مسؤولياته، وهو أهل للمشاركة وللعيش في فضاءات سياسية اقتصادية ثقافية، أرحب وأكثر تفاعلية مع المحيط والعالم من تلك التي عاش فيها الآباء« حيث يرى أنه» لا خوف عليه، لا من الذوبان في الأخر، ولا خوف منه في تضييع الأمانة«. وأكد بلخادم »أن حزب جبهة التحرير الوطني الذي لا يتنصل من تحمل مسؤوليته كاملة في تجربة الإدارة والتسيير والحكم بايجابياتها وسلبياتها، يتحمل اليوم أيضا مسؤولية كاملة غير منقوصة في معركة الإصلاحات الشاملة« وذلك لإدراكه العميق بأن العبء الثقيل يقع على عاتقه في البرلمان وفي الساحة السياسية عموما ولدى الرأي العام، باعتبار الثقل التاريخي والشعبي الذي يمثله وبما أنه صاحب الأغلبية البرلمانية والقوة الرمزية في ضمير الجزائريات والجزائريين على حد قول الأمين العام للأفلان. ويتوجب على الجميع حسب بلخادم الذكر بان بأن هذه الحقبة الخمسينية بثقلها التاريخي ومنجزاتها المحققة وآمالها المستقبلية » لم تكن ممكنة إلا بفضل نخبة من الوطنيين الثوريين اصطفاهم التاريخ وهم المجاهدون وشهداء الثورة المسلحة الذين قرروا الكفاح المسلح لتحرير الوطن، وأنهوا استعمار المحتل الغاشم وأعادوا الحرية للشعب والاستقلال للوطن وصوت الجزائريين بين الأمم، قدوة للعرب والمسلمين وإنارة الطريق لانعتاق وتحرير المستضعفين في العالم« على حد قول المتحدث.