أكّد عمران الزعبي وزير الإعلام السوري، بأن الوضع بلاده أصبح أحسن من أيّ وقت مضى من عمر ما وصفه ب»المؤامرة على سوريا«، وقال إنه بإمكان دمشق مواجهة الأزمة مهما طال أمدها، وأن النظام والدولة السورية لن تتفكك. قال الزعبي في حديث للتلفزيون السوري الرسمي أمس، أنّ الأزمة المستمرة منذ ما يناهز الت18 شهرا دنت من نهايتها التي أصبحت واضحة المعالم، مشيرا إلى أن الجميع بات يعرف حجم المؤامرة على بلاده، حسب تعبيره، فيما أوضح ذات المتحدّث أن الاقتصاد السوري مستهدف منذ اللحظة الأولى من الأزمة، واصفا إياه بالاقتصاد القوي القادر على الاستمرار والصمود بأمنه الغذائي والمائي والاكتفاء الذاتي. كما أشار الوزير أيضا من خلال تطرقه في إلى الموقف القطري إزاء الأزمة السورية ودورها الإقليمي، إلى أن قطر بحكومتها أصبحت تشكل خطراً حقيقياً على الأمن والسلم الدوليين رغم صغر حجمها، وأنها تحولت إلى بيت مال »القاعدة« في إشارة إلى تمويل الدوحة لعناصر الجيش الحرّ المناهض للنظام القائم. وفي حديثه عن مصر، قال الزعبي إن الأخيرة تبقى دولة عربية كبرى وشريكاً لسوريا في الوحدة وفي كل المفاصل التاريخية المهمة، مضيفا أنه وفي حال استعادت مصر دورها القومي، فإنها ستجد الصدى والمدى الطبيعي لهذا الدور القومي في دمشق ولن تجده في الرياض أو في الدوحة أو أيّ عاصمة عربية قبل دمشق. وختم الوزير حديثه بالقول بأنه متأكد من أن الشعب السوري سيهزم مشروع المؤامرة على الأرض، وأنه بفضل حكمة القيادة السورية والقوات المسلحة والشعب السوري سيسقط مشروع العدوان والمؤامرة ببنيته وتكوينه وأدواته. من جهة أخرى، تباحث الأمين الأممي العام بان كي مون والأمين العام لجامعة العربية نبيل العربي، الجمعة، حول سبل تسوية الملف السوري في إطار إعداد صيغة جديدة للوجود الدولي في دمشق، حيث أفادت الدائرة الصحفية للأمم المتحدة، في أعقاب اللقاء الذي عقد على هامش الدورة ال67 للجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، أن الطرفين تطرقا بالدرجة الأولى إلى الوضع في سوريا، بما في ذلك الطريق المسدود الذي وصلت إليه العملية السياسية وتوسع دائرة ارتكاب الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان وتفاقم الأزمة الإنسانية هناك. إلى ذلك، أفاد مسؤول فرنسي كبير الجمعة، أن باريس لا تزال تفكر مع شركائها بشأن منطقة حظر جوي محتملة فوق سوريا، مع إقراره بأن المشروع الذي يتطلب قرارا من مجلس الأمن الدولي غير قابل للتطبيق حاليا، وأضاف المسؤول أن بلاده تحدثت مع جميع شركائها -الأتراك والأميركيين والبريطانيين وآخرين- ولكن لم يخذ قرار سياسي لإقامة منطقة حظر جوي بالمستقبل القريب، وذكر بأن مثل هذا المشروع يتطلب موافقة مجلس الأمن، وهو أمر مستبعد نظرا لمعارضة روسيا والصين. تجدر الإشارة إلى أنّ رئيس تحرير مجلة »الأهرام العربي« المصرية، أشرف بدر، أكّد في مقابلة تلفزيونية الجمعة، أن مجلته أجرت حوارا بالفعل مع الرئيس السوري بشار الأسد وأعرب عن استغرابه واستيائه من نفي دمشق إجراء الحوار الذي قال إنه تمّ داخل مكتب الأسد في منطقة الروضة بدمشق، إلا أن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي نفى إجراء الحوار قائلا إنها كانت دردشة بين الرئيس السوري وعدد من الصحفيين. وعلى صعيد التطورات الميدانية في الدال السوري، قالت دمشق إن أجهزتها الأمنية تجري عملية واسعة للمتابعة والتحقيق في قضية اختطاف أعضاء هيئة التنسيق المعارضة، مؤكّدة أن المعنيين اختطفوا على أيدي »عناصر إرهابية« لدى عودتهم إلى سورية قادمين من الصين. وفيما أعلن الجيش السوري حي الحجر الأسود جنوبدمشق منطقة آمنة بعد تطهيرهابالكامل من المسلحين، بحسب ما أفادته وكالة الأنباء السورية »سانا«، ظهر أمس الأول، قال شهود عيان إن مقاتلي الجيش الحرّ أسقطوا مقاتلة أثناء تحليقها فوق بلدة الأتارب بمحافظة إدلب في شمال سوريا، وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا أمس في دمشق وريفها وحلب وحمص ودرعا، في وقت تعرضت فيه حلب لقصف مدفعي عنيف هي الأخرى.