ركز الأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصر الله على خصوصية هذا البلد كمجتمع متعدد الطوائف، مجددا نفيه الاتهامات الموجهة للحزب بالسعي إلى السلطة، وأكد دعمه للبند الوارد في اتفاق الدوحة بخصوص عدم جواز استخدام السلاح لتحقيق مكاسب سياسية. وجاء كلام نصر الله في إطار خطاب ألقاه أمام حشد كبير من مؤيدي حزب الله في الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لتحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، حيث أكد أن الحزب لم ولا يريد السيطرة على لبنان أو تغيير نظامه القائم على التعدد الطائفي في إطار من ميثاق العيش المشترك كما أقره الدستور. كما شدد على أن الحزب لا يسعى لفرض أفكاره أو ثقافته على الشعب اللبناني بل "يؤمن بأن لبنان بلد متنوع ومتعدد يقوم على مشاركة الجميع من كافة الانتماءات الدينية والطائفية"، في رد واضح على الاتهامات التي تساق ضد حزب الله بأنه يسعى لإقامة نظام إسلامي شبيه بما هو حاصل في إيران. ومن هذه النقطة تطرق نصر الله إلى مسألة سلاح حزب الله التي تعتبر واحدة من أشد النقاط الخلافية مع أركان الموالاة أو القوى المعروفة باسم "14 آذار"، مؤكدا دعمه للبند الوارد في اتفاق الدوحة بخصوص عدم جواز استخدام السلاح لتحقيق مكاسب سياسية داخلية. وشدد الأمين العام لحزب الله على أن "سلاح المقاومة هو لمواجهة العدو وتحرير الأرض والأسرى والمساهمة في الدفاع عن لبنان"، متسائلا في الوقت ذاته "لمن كان يكدس السلاح الآخر ولمن كان يعد ولمن كان يدرب" في إشارة إلى البعض في فريق الموالاة. ووجه انتقادات واضحة إلى أنصار الحكومة عندما شدد على أنه لا يجوز أيضا "استخدام سلاح الدولة لتصفية الحساب مع فريق سياسي معارض، ولا يجوز استخدام سلاح الدولة لحساب مشاريع خارجية تضعف مناعة لبنان ولاستهداف المقاومة وسلاح المقاومة". بيد أن نصر الله تجنب الحديث في خطابه عن المواجهات الأخيرة بين مناصري المعارضة والأكثرية، معتبرا أن العودة إلى الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها بيروت قبل أيام من شأنه أن يؤدي إلى عودة الاحتقان والتوتر، بحسب تعبيره. وفي معرض تعليقه على الوضع الداخلي، تطرق نصر الله إلى تأليف الحكومة المقبلة غداة انتخاب الرئيس ميشال سليمان، مؤكدا استعداد حزب الله للتخلي عن حصته لصالح حلفائه في المعارضة من أجل تحقيق تمثيل أكبر لهم في التشكيلة الحكومية الجديدة التي سيبدأ الرئيس استشاراتها النيابية بشأنها غدا الأربعاء. وتعهد بتسهيل تشكيل الحكومة آملا أن تكون الحكومة الجديدة "جادة وتعمل على معالجة مشاكل كبيرة، لا حكومة تقطيع وقت أو حكومة يحكمها هاجس الانتخابات المقبلة". كما أشاد بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا جديدا للجمهورية اللبنانية، الذي جاء تتويجا لاتفاق الدوحة، معتبرا أن هذا الانتخاب "يجدد الأمل لدى اللبنانيين بعهد جديد وبداية جديدة". وأثنى على خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس المنتخب الأحد لكونه "جاء معبرا عن الروح الوفاقية، ووعد (الرئيس سليمان) بأن يتصرف من خلالها في المرحلة المقبلة".