أصدرت محكمة ليبية أمس، أمرا باستجواب مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي تم حلّه أمام الادعاء العسكري بشأن مقتل أحد قادة الفصائل، حيث ضجت قاعة المحكمة بالتصفيق عندما تلا القاضي عبد الله السعيدي القرار. وخلال الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالزعيم الراحل معمر القذافي، تم استدعاء عبد الفتاح يونس أحد قادة الفصائل الليبية إلى بنغازي لاستجوابه فيما يتعلق بأخطاء ارتكبت في مواقع المواجهة مع قوات القذافي. وقتل يونس مع اثنين من مرافقيه. من جهة أخرى، قال قيادي سابق لمقاتلي المعارضة الليبيين الذين أطاحوا بمعمر القذافي، إن مسؤولين أمريكيين في ليبيا بدأوا البحث عن مجندين لتشكيل قوة خاصة يخططون لتدريبها على محاربة المتشددين. وبعد موجهة من أعمال العنف المناوئة للأمريكيين في العالم العربي في سبتمبر الماضي والتي قتل خلالها السفير الأمريكي لدى ليبيا في هجوم شنه متشددون إسلاميون، اتّخذ الرئيس الأمريكي باراك أوباما إجراءات لتعزيز أمن البعثات الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة. وقال فتحي العبيدي وهو قائد ميليشيا، إن فريقا يضم نحو عشرة أمريكيين من السفارة في طرابلس زاروا قاعدة شبه عسكرية في مدينة بنغازي قبل 11 يوما لإجراء مقابلات والبحث عن مجندين محتملين مضيفا أنّ الفريق طلب القيام بزيارة لقاعدته وأعطاه الإذن للتحرك بحرية، حيث وقفوا مع الكثير من رجال الميليشيا ليحصلوا على معلومات، وسألوهم عن أعمارهم وخلفياتهم وانتماءاتهم القبلية، كما أرادوا معرفة نوع التدريب الذي تلقوه وحول ما إذا كانوا قد تلقوا تدريبا بالفعل. من جهتها، رفضت وزارة الدفاع الأمريكية »البنتاغون«، التعليق على أي زيارة قام بها وفد أمريكي إلى بنغازي مؤخرا وأحالت أي استفسارات إلى وزارة الخارجية. وفي الوقت نفسه أقرت وزارة الدفاع بالحاجة إلى تشكيل قوات ليبية للعمليات الخاصة. وقالت المتحدث باسم البنتاغون جيمس جريجوري، إنّه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن هذا البرنامج وهناك تفاصيل كثيرة لم تحدّد بعد مثل الحجم النهائي للقوة وتشكيلتها ومهمتها. يذكر أنّ العبيدي، هو قيادي في جماعة درع ليبيا التي تضم تحت لوائها عددا من الميليشيات المسلحة التي رفضت الانضمام للجيش الرسمي بعد الحرب التي أطاحت بالقذافي العام الماضي قائلة إن الجيش لا يزال خاضعا لإدارة أفراد موالين للقذافي. وساعد العبيدي أيضا فريقا من مشاة البحرية الأمريكية في سبتمبر على قيادة جهود أثمرت عن إنقاذ مجموعة من الأمريكيين المختبئين في منزل آمن بعد هجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي قتل فيه السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز. وقال العبيدي، إن الفريق الأمريكي سجل أثناء اللقاءات التي أجراها أنواع الأزياء الرسمية التي يرتديها الرجال وسألهم عن آرائهم حول الأمن في ليبيا، وأضاف أن فريق المسؤولين الأمريكيين يضم القائم بالأعمال الأمريكي »لورنس بوب« وكبير مدربي فريق القوات الخاصة الليبية في المستقبل. ومضى العبيدي قائلا، إنه طلب منه اختيار نحو 400 من هؤلاء الشباب تتراوح أعمارهم بين 19 و25 عاما للتدريب من أجل هذه القوة، مشيرا إلى إمكانية تدريبهم في ليبيا أو خارجها، وأنّ القوة قد تكلف بمهمة محاربة الجهاديين المتشددين مثل المتهمين في هجوم 11 سبتمبر على القنصلية الأمريكية في بنغازي.