طردت ميليشيا أنصار الشريعة الإسلامية الليبية التي تلقي واشنطن باللوم عليها في هجوم على قنصليتها في بنغازي من قواعدها المحصنة في ثاني أكبر المدن الليبية في احتجاج شعبي ضد الجماعات المسلحة دعما للحكومة الليبية أمس . وبدا الاحتجاج ضد أنصار الشريعة في بنغازي جزءا من اجتياح منسق لمقار الميليشيا من قبل الشرطة وقوات الحكومة والنشطاء في أعقاب مظاهرة حاشدة ضد وحدات الميليشيا. وقالت مصادر بمستشفى إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 34 لدى محاولة الميليشيا إبعاد المتظاهرين. وكان بالإمكان سماع دوي إطلاق نيران في المنطقة قبل إجبار المقاتلين على الخروج. وخرج أشخاص يحملون أسلحة من قاعدة ميليشيا أنصار الشريعة الخاوية في الوقت الذي كان فيه رجال يصفقون ويهتفون ضد الميليشيا. وتم الربط بين ميليشيا أنصار الشريعة والهجوم على القنصلية الأمريكية الأسبوع الماضي والذي قتل خلاله السفير الأمريكي لدى ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين. وتنفي الميليشيا ضلوعها في الهجوم. واقتحم متظاهرون يهتفون «ليبيا.. ليبيا» ويقولون «لا للقاعدة» و»الدم الذي نزفناه من أجل الحرية لن يضيع سدى» مقار أنصار الشريعة في بنغازي وهم يلوحون بسيوف والبعض كان يحمل سواطير. وقال المتظاهر حسن أحمد «بعد ما حدث للقنصلية الأمريكية شعب بنغازي ضاق ذرعا بالمتطرفين... لم يبدوا ولاء للجيش ولذلك اقتحم الناس(المجمع) وهم هربوا.» ونزع المتظاهرون رايات ميليشيا أنصار الشريعة وأضرموا النار في عربة داخل المجمع الذي كان في الماضي قاعدة لقوات الأمن التابعة للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وقال أحمد «هذا المكان أشبه بسجن الباستيل. كان القذافي يسيطر على ليبيا منه ثم حلت محله أنصار الشريعة. هذه نقطة تحول لشعب بنغازي.» وقال عبد السلام الترهوني وهو موظف حكومي وصل مع الموجة الأولى من المحتجين إن عدة شاحنات صغيرة تحمل مقاتلي الجماعة واجهت المحتجين في باديء الأمر وأطلقت النار. وتابع أن اثنين من المحتجين أصيبا في ساقيهما. وأضاف أنه بعد ذلك ركبوا شاحناتهم وانطلقوا بعيدا. وقال إن المحتجين أطلقوا سراح أربعة سجناء وجدوهم في الداخل. ولدى مغادرة المحتجين مقر أنصار الشريعة تضخم الحشد ووصل عدده إلى آلاف مع توجهه صوب المقر العسكري للميليشيا والذي كانت تتقاسمه مع جماعة أخرى.