قررت الجزائر وقطر إنشاء شركة مساهمة للحديد والصلب بمنطقة بلارة بجبجل بطاقة إنتاج تبلغ 5 مليون طن سنويا بقيمة مالية تقدر بمليارين دولار، وسينطلق المشروع عام 2013 ليشرع في الإنتاج عام 2017. وموازاة مع ذلك من المتوقع أن يحلّ أمير دولة قطر بالجزائر خلال النصف الأوّل من الشهر المقبل وستكون سبعه ملفات على رأس أجندة الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى. وقعت الجزائر وقطر على اتفاقية بالأحرف الأولى تقضي بإنشاء شركة مساهمة لإنتاج الحديد والصلب بطاقة 5 مليون طن سنويا، على هامش أشغال اللجنة المشتركة الجزائرية القطرية، وحسب ما كشف عنه وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار ، الشريف رحماني، في كلمته بفندق »الأوراسي« بالعاصمة، فإن المشروع سينتج في المرحلة الاولى2 مليون طن سنويا كلّف مليارين دولار. وكشف رحماني أن هذا الاتفاق جاء بعد 16 أشهر من المباحثات بين الطرفين الجزائري والقطري، ليشير إلى التوجيهات التي تلقاها من طرف رئيس الجمهورية لإعطاء الاتفاقيات بين البلدين محتوى حقيقي يكون له اثر مباشر على المواطن، مضيفا أن التوقيع على برتوكول هذا الاتفاق سيتم خلال الزيارة التي ستقود أمير قطر إلى الجزائر في الأسابيع القادمة. وعن المشروع الذي أوكلت له مهمة دراسة هذا المشروع، أوضح وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار أنه معروف عالميا دون أن يكشف عن اسمه، ليشير إلى أن الجزائر أقامت هذا المشروع لتلبية احتياجات سوقها الداخلية، مضيفا أن الأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يسعى إلى تقوية العلاقات بين البلدين في إطار العلاقات العربية وجنوب-جنوب. من جانبه، ذكر وزير الاقتصاد والمالية القطري يوسف حسين كمال بالروابط بين الجزائر وقطر، واعتبر العلاقات الثنائية بين البلدين قوية، ليوضح أن تعاضد العلاقات السياسية ترجمت إلى مبادرات في المجال الاقتصادي لاسيما في فتح النقاش حول الاستثمار بين البلدين وإنشاء شركات مختلطة. وفي هذا السياق، كشف الوزير القطري أن زيارته الثالثة للجزائر كللت بالاتفاق على التعاون في كثير من المجالات منها الحديد والصلب، الفلاحة، النقل البحري، واعتبر إنشاء شركة جزائرية قطرية للحديد والصلب نواة المشاريع المشتركة، مشيرا إلى أن الأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سوف يوّقع على هذا الاتفاق خلال زيارته المرتقبة في الأسابيع المقبلة. وقال وزير الاقتصاد والمالية القطري يوسف حسين كمال أن كان متخوفا من أن المفاوضات مع الطرف الجزائري تستغرق وقتا طويلا إلا أنه أكد أن الاتفاق تم في ساعتين من المحادثات أين تم تباحث 7 ملفات كاملة تحضيرا لزيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى الجزائر. إلى ذلك ذكر الوزير القطري أن زيارة الشيخ حمد ستكون خلال النصف الأول من شهر ديسمبر المقبل، مؤكدا أن هذه الزيارة ستتوج بالتوقيع على سبع اتفاقيات شراكة تتعلق في مجملها بقطاعات الطاقة والمناجم والصناعة. ومن المنتظر أن تحمل هذه الزيارة »طابعا خاصا«، كونها ستعطي فرصة للجانبين لمناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والتطورات في المنطقة العربية، إضافة إلى المسائل الثنائية التي ستركز في هذه المرة بالخصوص على الجانب الاقتصادي. وأفاد الوزير يوسف حسين كمال في تصريح عقب التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء مركب للحديد والصلب بالمنطقة الصناعية »لبلارة« بجيجل قطاعه بصدد تشجيع الشركة الألمانية »فولكسفاغن« التي تمتلك فيها قطر أسهما من اجل إقامة مصنع للسيارات في الجزائر. كما صرّح خلال آخر زيارة له أن الجزائر وقطر تنويان إنشاء صندوق مختلط من أجل إنجاز مشاريع مشتركة بالخارج، مؤكدا أن »تجربتهم في مجال الاستثمارات في الخارج جعلت الجزائر تعرب عن نيتها في إنشاء صندوق معنا من أجل إقامة مشاريع استثمارية خارج قطر والجزائر«. من جهته أكد المستشار الإعلامي لوزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، محمد عبد الرحماني، أن الحكومة الجزائرية اقترحت منطقة »بلارة« في ولاية جيجل موقعا لإقامة المشروع الذي سيقام بشراكة ثلاثية بين الجزائر، قطر والمجمع الألماني »راين ميتال ستيل«، وأشار عبد الرحماني إلى تصريح لوزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار أكد فيه أن إنتاج المصنع في مرحلة أولى سيبلغ 2.5 مليون طن من الفولاذ الطويل وأنه مرشح للارتفاع إلى 5 ملايين طن في مرحلة ثانية بإنتاج الفولاذ المصفح وأنواع الفولاذ الخاصة المستخدمة في صناعة السكك الحديدية.