توجّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، إلى العاصمة السعودية الرياض، للمشاركة في اللقاء الوزاري الثاني ضمن إطار الحوار الاستراتيجي بين روسيا وبلدان مجلس التعاون الخليجي، حيث قالت مصادر دبلوماسية روسية إنّ روسيا حثّت السعودية على السماح لمنافستها الإقليمية إيران بالانضمام إلى مساع لإنهاء الصراع الدائر في سوريا. قال الرئيس التركي عبد غول، إن الموقف الروسي بشأن سوريا سيلعب دورا حاسما في تسوية الأزمة، وجاء ذلك خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة »فاينينشال تايمز« اللندنية أمس، وأضاف الرئيس التركي، أنّ موسكو تعتبر أهم لاعب في تسوية هذه المسألة، وأنه يجب عدم إهمال دورها بمجلس الأمن الدولي، ووضع قاعدتها البحرية بسوريا في الحسبان. كما أوضح غول، أنه من الممكن التوصل إلى تقدم ملموس في تحسين الأوضاع في سوريا وقال إنه من الضروري مشاركة موسكو في هذه العملية، مشيرا إلى ضرورة دعوة الأخيرة إلى اقتراح مبادرة سياسية يمكنها تغيير موقفها الحالي، دون أن تفقدوا هيبتها أمام حلفائها. من جهة أخرى، توالت ردود الفعل الدولية على إعلان الائتلاف الجديد للمعارضة السورية، إذ اعترف الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، بالتحالف الجديد باعتباره الممثل الوحيد للشعب السوري، بينما وصفت دمشق معارضة الخارج بالميتة إكلينيكيا وحذرت من أن الحرب عليها لن تكون نزهة. وقال هولاند، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الفرنسية باريس، إن بلاده تعترف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ممثلا وحيدا للشعب السوري، وبالتالي فهو الحكومة المؤقتة المقبلة لسوريا الديمقراطية التي ستتيح إنهاء نظام الرئيس بشار الأسد، فيما لم يستبعد هولاند إعادة طرح قضية تسليح المعارضة السورية، معتبراً أن هذا الأمر سيكون محور بحث ليس في فرنسا فحسب، بل لدى جميع الحكومات التي ستعترف بالائتلاف. واعتبرت الولاياتالمتحدة الائتلاف الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري هي الأخرى، لكنها تجنبت الاعتراف به كحكومة انتقالية كما فعلت فرنسا، وقال مارك تونر، نائب الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية للصحفيين في واشنطن، إن بلاده ستعمل مع المعارضة السورية خلال الأيام المقبلة من أجل ضمان وصول المساعدات الأمريكية إلى الشعب السوري. إلى ذلك، أعلنت الولاياتالمتحدة أمس، مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 30 مليون دولار للمتضررين من الصراع في سوريا ووصفت تشكيل ائتلاف جديد للمعارضة بأنه خطوة مهمة ستساعد واشنطن على تحديد الجهة التي تقدم لها المساعدة. وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن المساعدات بعد محادثات أجرتها في بيرث مع نظيرها الاسترالي بوب كار ووزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا ونظيره الأسترالي ستيفن سميث، وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي إنه تم الاتفاق على أن تشكيل ائتلاف المعارضة السورية الجديد خطوة مهمة إلى الأمام وستساعد المجتمع الدولي على أن يحدد بشكل أفضل الجهة التي تحتاج أكثر إلى المساعدة. وستقدم المساعدات من خلال برنامج الأغذية العالمي الذي يوفر المساعدات الغذائية لأكثر من مليون شخص في سوريا وقرابة 400 ألف لاجئ في الدول المجاورة. وذكرت كلينتون أن المبالغ الإضافية رفعت المساعدات الأمريكية الإنسانية للمتضررين من الأزمة السورية إلى 200 مليون دولار. ميدانيا، قتل 150 شخصا بنيران الجيش النظامي، معظمهم في العاصمة السورية دمشق وريفها، خلال اليومين الماضيين، في تصاعد مستمر للعنف دفع مزيدا من السوريين للنزوح بحثا عن مناطق آمنة، وقال ناشطون إن قوات النظام ارتكبت مجزرتين في بلدة معارة النعسان بإدلب وبلدة أوتايا بريف دمشق بقصف بالطائرات الحربية. وذكرت تقارير نقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الأحياء الجنوبية من دمشق شهدت اشتباكات بين الجيش الحرّ والقوات النظامية التي قصفت بشدة عددا من المناطق في هذه الأحياء، بالإضافة إلى مناطق في ريف العاصمة مما تسبب في مقتل العشرات.