اتخذت الأجهزة الأمنية جملة من الإجراءات والترتيبات الأمنية والمرورية اللازمة، عبر كامل التراب الوطني للحيلولة دون وقوع أي نوع من الأحداث خلال فترة إجراء الانتخابات المحلية المقبلة، في حين رفع الجيش الوطني الشعبي درجة الحذر واليقظة على مستوى منطقة القبائل بما فيها الغابات والمناطق الريفية والمواقع التي تعرف بأنها »ملاجئ الإرهابيين« وذلك منذ نهاية الأسبوع المنصرم، تجسيدا لمخطط »استغلال الميدان« الذي يهدف إلى السيطرة على المناطق المشبوهة ودحر آلة الإرهاب فيها. أفادت مصادر موثوقة بأن قوات الجيش الوطني الشعبي بمنطقة القبائل قد قامت بوضع إجراءات أمنية مكثفة، من خلال الاعتماد على عدة نشاطات عسكرية منها شن حملات التمشيط لعدة مواقع والتخطيط لنصب كمائن في بعض المسالك والغابات المشبوهة بمنطقة القبائل وذلك بعد الفشل الذريع الذي بلغه نشاط التنظيم الإرهابي ميدانيا، وتراجع وجوده إضافة إلى غياب العمل الترويجي، وهذا بعد نجاح المخطط الأمني والعسكري الذي تم انتهاجه خلال الآونة الأخيرة والذي أسفر عن نتائج إيجابية، وذلك بعد التوصل إلى وضع حد لعدد معتبر من العناصر الإرهابية من بينهم أمراء وقياديين بارزين في التنظيم فضلا عن خنق تحركات الإرهابيين وقطع الإمداد عنهم بالمعلومات والمواد الغذائية عبر تفكيك شبكات الدعم والإسناد، خصوصا بولاية تيزي وزو. وأكدت المصادر أنه تم وضع قوات مكثفة في المناطق الإستراتيجية وذلك لضمان السير الحسن للانتخابات المحلية المقررة ليوم 29 نوفمبر المقبل وتمثلت هذه الترتيبات في وضع برامج وخطط وقائية وردعية وقمعية تباشر العمل بها مجموع وحدات الشرطة وتشكيلات الدرك الوطني المنتشرة عبر كامل التراب الوطني، خاصة منها في منطقة القبائل بكل من تيزي وزو، بومرداس، البويرة وبجاية وذلك من خلال منع تنقل وتحرك الإرهابيين على مستوى الطرقات السريعة والطرقات الوطنية الكبرى التي تربط هذه الولايات وتشهد كثافة حركة المرور، فيما تتكفل قوات الجيش بمراقبة التحركات على مستوى الطرق الفرعية والمناطق الريفية والجبلية. كما تشمل الترتيبات كذلك على ضمان خدمة أمن الطرقات عبر تسيير حركة المرور خاصة بالمناطق والطرقات التي تشهد ازدحاما مروريا سواء بالمناطق الحضرية أو الشبه حضرية الواقعة ضمن إقليم اختصاص الدرك الوطني أو تلك التي تعنى بها وحدات الشرطة، لاسيما و أن موعد الانتخابات المحلية يتزامن مع نهاية الأسبوع وكذا بداية العطلة المدرسية والذي يشهد حركة كبيرة للمواطنين. وأضافت ذات المصادر أن مصالح الأمن بمنطقة القبائل شرعت هي الأخرى في تطبيق مخطط »استغلال الميدان«، وذلك برفع عدد عناصرها بالزي الرسمي على مستوى الأماكن المعروفة على غرار الأماكن العمومية والمقاهي والأسواق الشعبية والشوارع ومحطات ومواقف نقل المسافرين، وهذا على مستوى المناطق الحضرية بالبلديات والدوائر والمدن الكبرى بهدف مراقبة كل التحركات المشبوهة، وكذا التكثيف من الدوريات على مستوى المناطق الحضرية وشبه الحضرية ورفع عدد نقاط المراقبة والحواجز الأمنية 24/24 ساعة وغلق كل المنافذ المؤدية إلى المدن باستخدام أجهزة كشف المتفجرات بهدف منع تسلل الإرهابيين إلى المدن واحتمال تنفيذ عمليات إرهابية أو انتحارية مع التكثيف من عملية مراقبة المركبات وتفتيش الأشخاص.