أكد مصدر أمني رفيع المستوى ل “الجزائر نيوز" أن الأجهزة الأمنية بمنطقة القبائل اتخذت كل الإجراءات الأمنية اللازمة لضمان السير الحسن للانتخابات المحلية المقررة ليوم 29 نوفمبر المقبل، ورفعت من درجة الحذر واليقظة تجنبا لوقوع هجمات إرهابية استعراضية. وكشف مصدرنا، أن الأجهزة الأمنية بمنطقة القبائل بكل من تيزي وزو وبجاية والبويرة وبومرداس تحصلت على معلومات تفيد باستعداد عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي لتنفيذ بعض العمليات الإرهابية الاستعراضية للتشويش على الانتخابات المحلية بحثا عن صدى إعلامي بعد الفشل الذريع الذي بلغه نشاط التنظيم الإرهابي ميدانيا، وتراجع وجوده وغياب العمل الترويجي، وهذا بعد نجاح المخطط الأمني والعسكري الذي تم انتهاجه خلال الآونة الأخيرة والذي أسفر عن نتائج جد إيجابية على غرار التوصل إلى القضاء ووضع حد لعدد معتبر من العناصر الإرهابية من بينهم أمراء وقياديين بارزين في التنظيم الإرهابي وخنق تحركات الإرهابيين وقطع الإمداد عليهم بالمعلومات والمواد الغذائية بتفكيك شبكات الدعم والإسناد خصوصا بولاية تيزي وزو. وأشار مصدرنا، إلى أن قوات الجيش الوطني الشعبي بمنطقة القبائل اتخذت كل الإجراءات الأمنية، ووضعت مخططا أمنيا استثنائيا لضمان السير الحسن للانتخابات المحلية، مشيرا إلى عملية انتشار عناصر الجيش على مستوى الغابات والمناطق الريفية والمواقع التي تعرف بأنها ملاجئ الإرهابيين بدأت منذ نهاية الأسبوع المنصرم، تجسيدا لمخطط “استغلال الميدان" الذي يهدف إلى خنق تحركات الإرهابيين، فضلا عن اعتمادها على عدة نشاطات عسكرية على غرار شن حملات التمشيط لعدة مواقع والتخطيط لنصب كمائن في بعض المسالك والغابات المشبوهة. من جهة مقابلة، أكد مصدرنا أن مصالح الأمن بمنطقة القبائل شرعت هي الأخرى في تطبيق مخطط “استغلال الميدان"، وذلك برفع عدد عناصرها بالزي الرسمي والتكثيف من الدوريات على مستوى المناطق الحضرية وشبه الحضرية ورفع عدد نقاط المراقبة والحواجز الأمنية 24/24 ساعة وغلق كل المنافذ المؤدية إلى المدن باستخدام أجهزة كشف المتفجرات بهدف منع تسلل الإرهابيين إلى المدن واحتمال تنفيذ عمليات إرهابية أو انتحارية مع التكثيف من عملية مراقبة المركبات وتفتيش الأشخاص. وأضاف مصدرنا، إن مصالح الأمن اعتمدت خصوصا على عناصرها بالزي المدني، وذلك بالانتشار على مستوى الأماكن المعروفة على غرار الأماكن العمومية والمقاهي والأسواق الشعبية والشوارع ومحطات ومواقف نقل المسافرين، وهذا على مستوى المناطق الحضرية بالبلديات والدوائر والمدن الكبرى بهدف مراقبة كل التحركات المشبوهة. وعلمنا أن الأجهزة الأمنية بمنطقة القبائل وباختلاف تشكيلاتها وفروعها تعمل بالتنسيق بين الولايات الأربعة (بومرداس، البويرة، تيزي وزو، بجاية) لمنع تنقل وتحرك الإرهابيين على مستوى الطرقات السريعة والطرقات الوطنية الكبرى التي تربط هذه الولايات وتشهد كثافة حركة المرور، فيما تتكفل قوات الجيش بمراقبة التحركات على مستوى الطرق الفرعية والمناطق الريفية والجبلية. وفي هذا الصدد، كشف مصدر أمني، أن الأجهزة الأمنية اتخذت إجراءات أمنية إضافية مست المنطقة الحدودية بين ولايتي بجاية وتيزي وزو بهدف إحباط أي محاولة محتملة لعناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وهذا على خلفية ورود معلومات لدى الأجهزة الأمنية تفيد بأن الجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة إيعكوران وأدكار وأكفادو وزكري كانت تخطط منذ حوالي أربعة أشهر لتنفيذ عملية إرهابية كبيرة بالمنطقة تستهدف إحدى مراكز الأمن أو ثكنات الجيش أو نقاط مراقبة متقدمة بحثا عن تكرار سيناريو الاعتداء الإرهابي الذي عرفته منطقة اعزازقة يوم 15 أفريل 2011 حيث تم اغتيال كل جنود نقطة المراقبة البالغ عددهم 17 عنصرا والاستحواذ كل الأسلحة والألبسة. وتجنبا لأي عملية محتملة، كشف المصدر، أن قيادات الجيش الوطني الشعبي بتيزي وزو وبجاية تقوم بعمل عسكري مشترك ميدانيا ولوجيستيكيا بالتنسيق الدقيق للسيطرة على المنطقة ودحر آلة الإرهاب.