علمت ''الجزائرنيوز'' من مصادر أمنية مطلعة أن الأجهزة الأمنية بتيزي وزو، باختلاف تشكيلاتها من الجيش والدرك والأمن، تلقت تعليمات صارمة من القيادة العليا تطالبها بالحذر الشديد واليقظة وعدم التسامح احتمالا لوقوع اعتداءات إرهابية بتراب الولاية، محاولة للثأر من الضربة الموجعة التي ألحقتها بهم قوات الأمن منذ شهر، والتي أسفرت عن القضاء على أكثر من 50 إرهابيا من بينهم أمراء وقياديون بارزون، كانت آخرها العملية العسكرية التي نفذت بمنطقة ثاخوخث التي أسفرت عن وضع حد ل12 إرهابيا من بينهم أميران بارزان. واستنادا لمصادرنا، فإن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي ثمنت المجهودات التي يبذلها عناصر الجيش في مكافحة الإرهاب بتيزي وزو وتسجيل نتائج إيجابية والتوصل إلى القضاء على عدد معتبر من الإرهابيين في ظرف قياسي، كما ثمنت نجاح عامل الاستعلام الذي يعتبر السبيل الوحيد لإيقاع الإرهابيين في كمائن. وأكدت مصادرنا أن القيادة العليا للجيش قررت تسخير كل الوسائل الحربية منها المادية والبشرية بمنطقة القبائل التي اتخذ منها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قواعده الخلفية والرئيسية، مشيرة إلى أن هذه التعليمات الأمنية وصلت بعد يومين من عملية ثاخوخث وتركز أساسا على مواصلة بذل جهد أكبر لفرض حصار أمني على الإرهابيين في الغابات والجبال والأدغال واستهداف كل المواقع والغابات التي تعرف بأنها من ملاجئ الإرهابيين، كما دعت إلى ضرورة تكثيف العنصر اللوجيستيكي وعمليات المراقبة في القرى والمناطق الريفية وخصوصا فرض تفتيش شديد في الحواجز الأمنية واستخدام أجهزة كشف المواد المتفجرة بهدف منع دخول المركبات المجهزة بالمواد المتفجرة إلى المناطق الحضرية وإحباط عمليات انتحارية محتملة. وأكد مصدرنا أن ولاية تيزي وزو استقبلت أجهزة حربية حديثة ومتطورة منها الأسلحة الثقيلة التي يعتمد عليها خلال عمليات القصف، وكذا الأسلحة الخفيفة المتطورة بما فيها النظارات الليلية، فضلا عن استقدام تعزيزات إضافية من عناصر الجيش وعناصر القوات الخاصة إلى عدة ثكنات لاسيما على مستوى المناطق التي تعرف انتشارا كبيرا للجماعات الإرهابية على غرار منطقة إيعكوران، ميزرانة، اعزازقة، ذراع الميزان، تادميت، أزفون، زكري، بوغني.. وغيرها من المناطق. وأضافت نفس المصادر أن تعليمة القيادة العليا للجيش أمرت بضرورة رفع عدد نقاط المراقبة في الطرق الولائية وكذا توسيع عدد مراكز الجيش المتقدمة لاسيما على مستوى المناطق الغابية والريفية، وفي هذا الصدد أكد مصدر على صلة بملف مكافحة الإرهاب أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي قررت شن أضخم حملة عسكرية بمنطقة القبائل وبالخصوص بتيزي وزو، وتوقع أن تشهد هذه المنطقة صيفا ساخنا وأن تعرف كل غاباتها حملات تمشيط تدخل في إطار مكافحة الإرهاب وتقفي فلول أتباع عبد المالك درودكال. من جهة مقابلة، علمت ''الجزائر نيوز'' من مصادر أمنية أن مصالح أمن تيزي وزو تلقت تعليمات صارمة للالتزام بالحذر لمنع وقوع هجمات إرهابية في المناطق الحضرية، وأن مصالح أمن تيزي وزو شرعت في تطبيق التعليمات حرفيا وذلك بالانتشار الكثيف في كل الأماكن لاسيما منها الأماكن العمومية والرفع من دوريات الشرطة القضائية، مشيرا إلى أنها أعدت مخططا أمنيا يهدف إلى التصدي لحرب العصابات التي يشنها الإرهابيون ضد مواكب مصالح الأمن واعتمادها على عنصر الاستعلام. وكشف نفس المصدر أن مصالح الأمن اعتمدت أكثر على أعوان الزي المدني الذين ينتشرون في كل الأماكن الحضرية بتراب ولاية تيزي وزو، بهدف فرض مراقبة قريبة لكل التحركات المشبوهة. هذا، وعلمنا أنه تقرر تعزيز عملية التنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية وتبادل المعلومات الأمنية التي تدخل في إطار تكاتف الجهود لدحر آلة الإرهاب. من جهة مقابلة، تلقت الأجهزة الأمنية تعليمات من القيادة العليا تطالبها بضرورة إشراك المواطن في مكافحة الإرهاب والجريمة والتقرب إليه أكثر، قصد الحصول على معلومات دقيقة عن أماكن تواجد وتحرك الإرهابيين وأوقات ظهورهم.