أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن خطاب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي ألقاه أمس الأول، بقصر الأمم أمام غرفتي البرلمان لم يغفل لا الماضي ولا المستقبل. وأوضح مدلسي لواج أن هولاند ركز في خطابه على عدم عدالة النظام الاستعماري والمعاناة الكبيرة للشعب الجزائري خلال الاستعمار الفرنسي. كما أبرز الوزير أن خطاب رئيس الدولة الفرنسي يؤكد على مضمون إعلان الجزائر حول الصداقة والتعاون بين البلدين الذي وقعه الرئيسان بوتفليقة وهولاند، مضيفا أن هذا الإعلان يسمو بالتعاون والصداقة إلى مستوى أعلى ويسعى لأن يكون نقطة انطلاقة لبرنامج عمل ملموس قائم على مشاريع مشتركة على غرار مشروع مصنع رونو. وتابع يقول »آمل أن تتبع مشاريع أخرى في المجالات الصناعية والمجالات الأخرى. كما أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية »باختصار إن هولاند أبرز في خطابة ثقافة السلم واحترام الآخر وهما مبدأين أساسيين لبلادنا ودبلوماسيتها ولا يمكننا إلا أن نتبنى هذه المبادئ ومرافقتها على أرض الميدان«. وخلص مدلسي في الأخير إلى أن هولاند أكد أيضا على حقيقة أنه لكي يكتسي أي تعاون المصداقية ينبغي أن يكون متوازنا«. وفي إشارة إلى الخطاب الذي ألقاه الرئيس هولاند أمام البرلمانيين الجزائريين والذي تحدث فيه عن الحقيقة الفرنسية حول الماضي الاستعماري تساءل صحافي أوروب 1 عما إذا كانت الحقيقة الجزائرية حول هذه الفترة ستعرف في يوم من الأيام. وأجاب مدلسي أن هذا هو الهدف المشترك أي الوصول إلى الحقيقة المشتركة التي تسمح لنا بطي الصفحة وليس تمزيقها وأظن أن هذا ما ينجز ويلاحظ اليوم نسبيا، معتبرا أن الاستقبال الشعبي الذي حظي به الرئيس هولاند يبين أن هناك الكثير من الجزائريين يرغبون في ألا يتأثر مستقبل العلاقات بين فرنساوالجزائر بذاكرة لم تتحرر كليا -كما حصل ويحصل أيضا اليوم-«. وعن سؤال حول التنقل المحتمل لقضاة فرنسيين الى الجزائر للتحقيق مع نظرائهم الجزائريين في اغتيال رهبان تيبحيرين سنة 1996 صرح وزير الخارجية أن العدالة الجزائرية مرتاحة بشان هذه المسائل.