أورد مصدر مسؤول في حركة مجتمع السلم أن نائب رئيس هذه التشكيلة السياسية، عبد الرزاق مقري، يكون قد أبلغ مقرّبيه بأنه سيسير على خطى عبد المجيد مناصرة وعمر غول ويعلن الانشقاق عن صفوف »حمس« بعد المؤتمر الخامس في حال أصرّ أبو جرة سلطاني على البقاء في منصب رئاسة الحركة لعهدة ثالثة على التوالي. لا شيء يؤشر على أن المؤتمر الخامس لحركة مجتمع السلم سيكون عاديا لأن »حرب الزعامة« بدأت فعليا وظهرت معها مساع جدّية من أجل قطع الطريق على زعيم »حمس«، أبو جرة سلطاني، للبقاء على رأس هذه التشكيلة السياسية لعهدة ثالثة تدوم خمسة أعوام. وعلى مقربة من هذا الموعد المقرّر خلال السداسي الأوّل من العام الحالي أخذت تلوح في الأفق جماعة تتحرّك باتجاه إقناع خليفة الشيخ الراحل محفوظ نحناح بالتنحي و»الخروج من الباب الواسع« تفاديا لمزيد من الشرخ في صفوف المناضلين. ويظهر النائب الحالي لرئيس الحركة، عبد الرزاق مقري، على رأس أشدّ المعارضين لبقاء سلطاني في منصب القيادة، حيث علمت »صوت الأحرار« من مصادر قيادية بأن مقري عازم هذه المرة على عدم السكوت والوقوف موقف المتفرّج، بل وأكدت هذه الجهات أنه على استعداد كامل للسير على خطى من سبقه من قيادات في »حمس« على غرار عبد المجيد مناصرة الذي قرّر رفقة عدد معتبر من المناضلين السابقين في هذا »التنظيم الإخواني« المضي في طريق آخر سمّاه »جبهة التغيير« بحجة أن جماعة سلطاني حادت عن نهج نحناح، وبعده عمر غول الذي اختار الارتماء بين أحضان السلطة لضمان الاستمرار في الحكومة. وأفاد مصدر من بيت »حمس« تحفّظ على ذكر اسمه، أن أبو جرة سلطاني يدرك جيّدا أنه »غير مرغوب فيه« لكنه مع ذلك أشار إلى أنه »يناور من أجل كسب تأييد بعض القياديين الذين ساندوه في وقت سابق«، ولم يتوان مصدرنا في توجيه رسالات تحذير إلى الرئيس الحالي لهذه التشكيلة السياسية قائلا: »نحن لا نريده أن يبقى في هذا المنصب لأن ذلك سيُحدث انشقاقات كبيرة على غرار ما حصل في السنوات الأخيرة«، واللافت أن محدّثنا شدّد على أن سلطاني »واع بهذه المسألة )الانشقاق( ويعلم كذلك أنه غير مرغوب فيه«. ويواصل القيادي الذي أبدى اعتراضا على الكثير من الخيارات التي تبنتها حركة مجتمع السلم في العامين الأخيرين، بالتأكيد على أن »العهدة الثالثة ستكون كارثية على حركتنا لو بقي سلطاني على رأسها«، ثم استطرد مخاطبا أبو جرة سلطاني: »نتمنى منه حُسن تفهمه وظنه وتقديره لهذا الموضوع«، ومقابل ذلك ترك الانطباع بأنه سيتم اقتراح منح »منصب شرفي« لخليفة الشيخ الراحل نحناح »نريد له )سلطاني( خروجا يحفظ له كرامته..«. إلى ذلك أبدى محدّثنا دعمه لإسناد منصب جديد إلى أبو جرة سلطاني من قبيل صفة »رئيس لجنة العقلاء« أو حتى منحه »دورا سياسيا« آخر غير منصب الرئاسة نظير عدم ترشحه لعهدة جديدة، مبرّرا هذا المقترح ب »واجب عدم نكران الجميل« على أساس أنه »لا يجب أن تعمينا السياسة عن أخلاقنا لأن الرجل ساهم في بناء الحركة وكان له دور بارز فيها منذ تأسيسها«. وسألت »صوت الأحرار« القيادي في »حمس« عن موضوع الانشقاقات المحتملة فكانت إجابته بالمختصر المفيد: »عهدتان بركات«، قبل أن يُتابع تصريحه: »الثالثة سيكون فيها الأمر صعبا لأن الكثير من القياديين مستعدّون لكلّ الاحتمالات«، وهنا جزم بأن القيادي عبد الرزاق مقري عازم هذه المرة على الانشقاق عن صفوف الحركة »وإن حصل ذلك فستكون بمثابة الضربة القاصمة لحركتنا« على حدّ قول المتحدّث. ونفى بالمناسبة أن يكون هذا الموقف ناجم عن التطورات الأخيرة التي أعقبت استقالة أحمد أويحيى من قيادة التجمع الوطني الديمقراطي، بل على العكس »هذا التوجه كان قائما منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية الماضية وإصرار سلطاني بعدها على الاستمرار في تحالف فاشل )الجزائر الخضراء(«، معتبرا أن »استقالة أويحيى شأن داخلي وقرار شخصي هو الوحيد من يُقدّره« رغم تعقيبه بعد ذلك بالقول: »صحيح أن هذه الاستقالة يُمكن أن تكون لها تداعيات على الأحزاب التي تعيش