كشف السفير الاسباني بالجزائر غابريال بوسكاتس، أمس، عن منح 70 ألف تأشيرة للجزائريين خلال ,2012 وسجل ارتفاع بنسبة 20 بالمئة، واعتبر الجزائر شريكا لا مناص منها، مشيرا إلى مكانتها بالنسبة لبلاده والفضاء المتوسطي. فصّل ممثل الدبلوماسية الاسبانية بالجزائر في طابع العلاقات بين الجزائرواسبانيا خلال ندوة صحفية نشطها بمقر السفارة الاسبانية بالعاصمة، وصنف الجزائر في سلم الدول ذات الأولوية بالنسبة لبلاده والبلدان المتوسطية والإقليمية. واعتبر السفير الاسباني عشية زيارة رئيس وزراء بلاده ماريانو راخوي إلى الجزائر غدا، حصيلة عشر سنوات من العلاقات بين الجزائر و اسبانيا منذ التوقيع على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون بين البلدين »2002« جد ايجابية، وأضاف أن العلاقات بين البلدين تندرج ضمن الاستمرارية، قائلا» لا أعتقد أن هناك بلد آخر تتميز العلاقات معه بمثل هذه القوة«. وفي هذا السياق، أكد بوسكاتس أن »الجزائر شريك لا مناص منه و ضروري و لا يمكن الاستغناء عنه وذلك ليس فقط من الناحية الاقتصادية«، وأشار إلى الملفات العديدة التي سيتطرق إليها الجانبان الجزائري والاسباني في المباحثات الثنائية، وذكر من بينها الداخلية وتنقل الأشخاص و التجارة والاقتصاد و السياحة و الثقافة، فيما أوضح أن اسبانيا تركز على التعاون في شتى المجالات وليس على مجال الاقتصاد فقط، مستدلا في ذلك بمرافقة كل من وزير الشؤون الخارجية و وزير الداخلية و وزير التجارة و وزير الصناعة و الطاقة و وزير التربية و وزير الثقافة و الرياضة و كاتب الدولة المكلف بالتجارة لرئيس الحكومة الاسباني لدى زيارته للجزائر. ولم يفوت السفير الاسباني الفرصة للحديث عن التبادل التجاري بين بالبلدين أين تبلغ صادرات اسبانيا نحو الجزائر قرابة مليارين أورو، فيما قدر الواردات بحوالي ست ملايير، وأضاف أن اسبانيا نمثل الزبون الثالث بالنسبة للجزائر وممونها الرابع، مذكرا أن بلاده تعتمد على الغاز الجزائري بنسبة 40 بالمئة. ورأى بوسكاتس أن الأرقام النهائية للمبادلات عرفت خلال 2011 زيادة بنسبة 20 بالمئة لكلا الطرفين وأن الأرقام حتى شهر سبتمبر 2012 حافظت على نفس الاتجاه«. وفيما يتعلق بملف تنقل الأشخاص، أبرز بوسكاتس جهود بلاده، وأشار إلى وجود محادثات دورية بين الجزائرواسبانيا، ودافع عن عدم منع التأشيرات لبعض الجزائريين، قائلا »إن فضاء شنغن لا يعطينا الحرية الكاملة«. وحول هذا الملف دائما، كشف السفير الاسباني عن منح 70 ألف تأشيرة على مستوى قنصليتي العاصمة ووهران سنة ,2012 وسجل ارتفاع منح التأشيرة بنسبة 20 بالمائة، متعهدا بمضاعفتها مستقبلا ، ليشيد بأداء القنصليات الجزائرية في اسبانيا. وبخصوص الملفات الدولية، أكد ممثل الدبلوماسية الاسبانية بالجزائر أن الوضع في مالي سيتصدر المباحثات الثنائية، إلى جانب القضية حول الصحراء الغربية التي قال عنها إن بلاده مع الشرعية الدولية لتسويتها. وأبدى السفير الأسباني صدمة بلاده على وقع اختطاف الرعيتين الإسبانيتين من مخيم الرابوني بتندوف في خريف ,2011 وأشار إلى عدم تسجيل حالات اختطاف أخرى، مؤكدا أنه تم إجلاء عدد من الإسبانيين المتطوعين ضمن المنظمات الإنسانية في مخيمات اللاجئين الصحراويين مؤقتا إلى غاية إثبات نجاعة المخطط الأمني الذي وضعته الجزائر بالتنسيق مع السلطات الصحراوية بعد ورود أخبار عن تهديدات أخرى.