انتقد دومينيك دو فيليبان وزير الخارجية الأسبق في عهد الرئيس الفرنسي جاك شيراك، أمس، موقف باريس بخصوص تدخلها العسكري في مالي، مبديا في نفس الوقت مساندته للموقف الجزائري في مسألة حل الأزمة المالية، وأكد أن »التدخل العسكري لم يكن يوما وسيلة لبناء دولة قوية«، بل إن الحل في نظره فيمكن في بناء »ديناميكية وطنية لإعادة بناء دولة مالي«. اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الأسبق دومينيك دو فيليبان أن تدخل بلاده عسكريا في مالي من شأنه أن يزيد من تعقيد الوضع، موضحا بقوله »إن هذه الحروب لم تبن يوما دولة قوية وديمقراطية، بل بالعكس إنها تشجع الانفصاليين، وتضعف الدول، وتصبح المليشيات هي التي تملي قوانينها« ويواصل وزير الخارجية الأسبق في حكومة جاك شيراك قوله »إن هذه الحروب لم تمكن أبدا من القضاء على الإرهاب الموجود في المنطقة، بل بالعكس إنها تعطي الشرعية للأكثر تطرفا«. وإن كان الوزير الفرنسي الذي نشرت تصريحاته أمس في الجريدة الفرنسية »لو جورنال دو ديمونش« انتقد بشدة دخول قوات بلاده مأزق الأزمة المالية، واعتبر من جهة أخرى، أن الحرب ليست حرب فرنسا، موضحا بقوله »نحن نحارب في الفراغ، يجب أن يكون هناك دعم جهوي قوي« مضيفا أن مجموعة دول إفريقيا الغربية بقيت متأخرة في وقت سجلت فيه الجزائر رفضها« ولم يتردد دو فيليبان في الإشادة بالدور الجزائري في الأزمة المالية منذ البداية داعيا إلى الأخذ بموقفها في حل النزاع، مؤكدا من جهة أخرى أن »الحل السياسي هو الحل الوحيد الذي يؤدي إلى السلام في مالي«. وبالنسبة لوزير الخارجية الفرنسي الأسبق »يجب في البداية إيجاد ديناميكية وطنية تهدف إلى إعادة بناء الدولة المالية« إلى جانب »ديناميكية جهوية من خلال تجنيد الفاعل المركزي المتمثل في الجزائر والايكواس بهدف وضع خطة لإحلال الاستقرار في منطقة الساحل«. وأضاف في نفس السياق »وأخيرا يجب وضع ديناميكية سياسية للتفاوض من خلال عزل الإسلاميين وضم الطوارق من أجل حل معقول وهي الاقتراحات التي تصب في سياق الطرح الجزائري الذي كانت دعت إليه منذ إندلاع الأزمة المالية، والتي ما زالت تسعى إليه لتجنيب المنطقة حربا قد لا تحمد عواقبها على المنطقة بأكملها .