يبدو أن السياسة الخارجية الفرنسية ستكون أيضا مبنية على الحروب في المرحلة المقبلة، في حال فاز أحد المرشحين اللذين رشحتهما استطلاعات الرأي وهما نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند، حيث كان الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته السباق يطلب حشد الدعم للتدخل العسكري في ليبيا وأعلن المرشح الذي تصدر آخر استطلاعات الرأي أنه سيدعم التدخل العسكري في سوريا إذا فاز بالرئاسيات. خلافا للرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، الذي رفض الحرب على العراق رغم الضغوطات والاغراءات الامريكية وكان يسعى لبناء قوة دفاعية فرنسية أوروبية مستقلة عن الولاياتالمتحدة، فإن الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي سعى إلى تدخل عسكري في إطار الناتو في ليبيا وهو نفس الموقف الذي يتبناه المرشح الأوفر حظا بالرئاسيات الفرنسية فرنسوا هولاند الذي أعلن اعتزامه التدخل العسكري في سوريا في حال فوزه برئاسة فرنسا. الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأوروبا والتي تخنق الاقتصاد الفرنسي يمكن أن تفسر هذا الموقف العنيف للسياسة الخارجية التي رسمها ساركوزي ويعتزم هولاند اتباعها أيضا، حيث سعى ساركوزي من خلال تدخله في ليبيا الى وضع اليد على النفط الليبي في محاولة لفك الخناق بالاضافة إلى الخوف من إفشاء بعض الأسرار التي تحدث عنها العقيد الليبي معمر القذافي حول تورط ساركوزي في عدة أخطاء أعلن منها تمويله لحملة ساركوزي الرئاسية السابقة وهي الأسرار التي قد تكون أيضا وراء مسارعة ساركوزي لإسقاط النظام الليبي وتصفية قائده. لكن الواقع يثبت أن السياسة الخارجية الفرنسية العنيفة تجاه العالم وخاصة العالم العربي والاسلامي قد خلقت عداء كبيرا لجمهورية فرنسا وغيرت نظره إليها بعد فترة حكم جاك شيراك. وكان المرشح لانتخابات الرئاسة الفرنسية فرنسوا هولاند يقول إنه سيدعم إرسال مهمة عسكرية إلى سوريا تحت قيادة الأممالمتحدة حال فوزه في انتخابات الرئاسة. وفي مقابلة مع محطة (أوروبا 1) الإذاعية قال المرشح الأوفر حظا للفوز بالرئاسة الفرنسية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية: ”إذا تمت هذه المهمة في إطار الأممالمتحدة، سنشارك في هذا التدخل”. وتجدر الإشارة إلى أن هولاند يطالب بانسحاب مبكر للقوات الفرنسية من أفغانستان بحلول نهاية العام الجاري. ويعتبر هولاند المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية بحسب جميع استطلاعات الرأي. كانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أثارت الخميس عقب لقائها مع مجموعة (أصدقاء سوريا) في باريس نقاشا حول مهمة عسكرية محتملة في سوريا. وطالبت كلينتون نظيرها الفرنسي ألان جوبيه بتشديد العقوبات ضد سورية لإجبار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حال الضرورة، على الالتزام بخطة السلام.