تشنّ نهار اليوم نقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني إضرابا وطنيا من يوم واحد، ومقرر أن يتزامن وإياه عقد جمعيات عامة على مستوى الهياكل التربوية، لبلورة أرضية المطالب المستقبلية، والسبل الكفيلة بتحقيقها، وفي ذات الوقت البحث في الطرق والكيفيات اللازمة لتوسيع الانخراطات إلى أساتذة طوري التعليم الابتدائي والمتوسط، وفق ما نص عليه المؤتمر الثاني المنعقد مِؤخرا في تيبازة يُتوقع أن يشل نهار اليوم أساتذة التعليم الثانوي والتقني المؤسسات التربوية، عبر كامل التراب الوطني، ومنتظر أن تنضمّ إليهم أعداد من أساتذة التعليم المتوسط والابتدائي، ويحدث هذا لأول مرة في تاريخ نقابة»كناباست«، النقابة المؤطرة للإضراب، ذلك لأن هذه الأخيرة كانت أقرت عبر مجلسها الوطني الثاني، المنعقد مؤخرا في تيبازة توسيع النقابة إلى أساتذة الطورين المذكورين، وقد لقي هذا القرار استحسانا كبيرا من قبل أساتذة عدد من الولايات، وعبّر بعضهم عن استعدادهم للانخراط في النقابة، ومباشرة النضال العمالي والنقابي، من أجل تحقيق المطالب المهنية الاجتماعية المرفوعة، وتحسين ظروف المهنة، وهذا هو الأمر الذي أزعج إلى حدّ ما بعض النقابات، التي لها امتدادات عملية إلى الطورين المذكورين، واستشعرها بمخاوف مُبهمة. ومع أن نقابة »كناباست« كانت أكدت للجميع أنها لا تهدف من وراء هذا التوسع أي مساس بمصالح باقي النقابات الأخرى، وترى أنه من حقها بعد كل النضالات الكبيرة التي خاضتها لسنوات ، والنتائج الإيجابية التي أثمرت عليها، أن تمتد نحو أساتذة التعليم الابتدائي والمتوسط، باعتبار أن مطالبهم المهنية والاجتماعية متماثلة إلى حد كبير مع مطالب أساتذة التعليم الثانوي والتقني، الذين اعتمدتهم النقابة منذ تأسيسها سنة ,2003 كأساس لكل التحركات والنضالات النقابية. ورغم وجود استعدادات ملحوظة وسط أساتذة الابتدائي والمتوسط ، للمشاركة في الإضراب،إلا أن القاعدة القانونية تنقصهم بعض الشيء، وتمنع الكثيرين منهم من المشاركة الفعلية في هذا الإضراب، الذي هو بالنسبة إليهم سابق لأوانه، ذلك لأن وزارة العمل لم ترد حتى الآن عن مسألة التوسع، وحتى المهلة القانونية لممارسة النشاطات النقابية في حال عدم الرد من الوزارة لم تنقض بعدُ، وعلى نقابة »كناباست« أن تنتظر انقضاء هذه المدة، التي هي محددة على ما أعتقد بمدة شهر، زد على هذا أن أغلبية أساتذة التعليم الابتدائي والمتوسط اعتادوا على المشاركة في الاحتجاجات والإضرابات، التي تدعو لها نقابات أخرى، وفي مقدمة هذه النقابات نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الذي كان يُعتبر الحليف الطبيعي ل »كناباست«ن ورفيق دربها النضالي، وما يجمعهما أكثر ممّا يفرقهما حتى الآن، رغم الجفاء والتباعد الذي ظهر عنهما في المدة الأخيرة، وقد برز هذا بوضوح تام في خطوة تأسيس كنفدرالية النقابات المستقلة مع نهاية السنة المنصرمة، وبررت »كناباست« موقف عدم انضمامها للنقابات السبع المؤسسة لها، بأنها لم تستشر، ولم تُشرك في الخطوات المُنجزة، التي تمت حتى الآن، وظهر أيضا هذا الجفاء والتباعد في تفرّد نقابة »كناباست« لوحدها بإضراب اليوم، دون أن تنضمّ إليها نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، ويبدو أن النقابتين متفقتان ضمنيا على هذا التباعد.