شرعت منذ أسابيع نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني )كناباست( في عقد اجتماعات وجمعيات عامة ، من أجل دراسة ووضع الترتيبات المطلوبة للتوسّع نحو أساتذة التعليم المتوسط والابتدائي، وهي فكرة نصص عليها المجلس الوطني، ويسعى لتحقيقها مع الدخول المدرسي القادم، وجهود اللجنة التحضيرية للمؤتمر متواصلة في هذا الاتجاه منذ أن طرحها المجلس الولائي في معسكر. صمّمت نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني على توسيع نفسها إلى أساتذة التعليم المتوسط والابتدائي، وهي الآن بصدد عقد الاجتماعات والجمعيات العامة على المستويات المحلية الولائية،من أجل دراسة هذا الأمر من جميع الجوانب، وإقرار الخطوات المطلوبة لهذا التأسيس، وكان المجلس الوطني للنقابة قد توجّه إلى كافة نقابيّيه للمساهمة الفعالة في دراسة مشاريع اللوائح التي أعدها، ولإثراء المشروع التأسيسي الخاص بهذا التوسع. ويبدو أن المحافظة على استقلالية الأطوار الثلاثة قد برزت وكأنها عقبة في وجه المشروع، إذ تم طرح بعض التخوفات، لاسيما من جانب أساتذة طوري التعليم الابتدائي والمتوسط ، وهم يفضلون نقابة بإطار عام موحد، ولكن بنوع من الاستقلالية الخاصة بكل طور، تتماشى وطبيعة الحاجات الاجتماعية والمهنية لكل منها، وربّما هذا هو السبب الذي جعل المجلس الوطني ل »كناباست« يحرص على هذه النقطة بالذات، ويوصي بالبحث فيها بالدراسة والتمحيص، وعلى أن يتمّ التفكير في إيجاد آليات للتنسيق بين الأطوار الثلاثة، بما يُدعم استقلالية النقابة، ويكرس التسيير الديمقراطي الشفاف لها. وينتظر أن تُحال كافة الحوصلات والتوصيات المُحصل عليها في الجمعيات العامة المنعقدة على المؤتمر الوطني المقرر عقده عقب الدخول المدرسي المقبل، الذي كان مقررا عقده مع بداية العطلة الصيفية الجارية، ولم ينعقد بسبب عدم الترخيص للنقابة بعقده في أحد الأحياء الجامعية في العاصمة وفق ما كان طلبُها. وما أن أكدت نقابة »كناباست« إصرارها على تجسيد هذا التوسع بخطوات عملية نحو التأسيس الفعلي حتى راجت في الأفق بعض التجاذبات، وتم على أساسها طرح بعض الأفكار، منها، أن قرار التوسّع جاء عقب نقض الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين نقض اتفاقية تمّ توقيعها مع نقابة »كناباست«، تقضي بترك رئاسة اللجنة الوطنية للخدمات الاجتماعية لهذه الأخيرة، وقد جاء قرار التوسع كرد فعلي على هذا القرار، والأمر الثاني الذي تم طرحهُ أيضا هو أن تشكيل تنسيقية وطنية لمديري الثانويات والنظار من طرف الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الذين أغلب أعضائها هم من نقابيي »كناباست«، هو السبب في طرح فكرة التوسع، لأنها رأت أن تأسيس تنسيقية لمديري الثانويات والنظار سيُضعفها، ولكن العضو القيادي البارز في نقابة »إينباف« مسعود عمراوي كذّب هذا، وقال أن هذه الإدعاءات لا أساس لها من الصحة، بل وهي افتراء، لم يحصل بيننا أي اتفاق، وهدفنا نحن منذ البداية إبعاد أي هيمنة نقابية، ولن تكون الخدمات الاجتماعية تحت أي وصاية نقابية، وإن كانت »كناباست« تريد فعلا الاستحواذ على رئاسة الخدمات الاجتماعية باسمها كنقابة فهي غير أخلاقية، وإن لم تتحرر الخدمات الاجتماعية من الهيمنة النقابية فسيكون لها نفس المآل، وثانيا - يضيف عمراوي-: قول تشكيل تنسيقية وطنية لمديري الثانويات والنظار يُضعف نقابة »كناباست« لأنهم نقابيوها، هذا قول مردود على أصحابه وأكذوبة جديدة، لأن »كناباست« أعلنت عن رغبتها في توسيع القاعدة التربوية للطورين الابتدائي والمتوسط في مؤتمرها الولائي بمعسكر، أي قبل تأسيس اللجنة الوطنية لمديري الثانويات والنظار من قبلنا، وهؤلاء عبّروا عن انتمائهم لنا لمّا أحسّوا بالإجحاف الذي لحقهم، ونقابتنا تمثل كل أسلاك التربية وبدون تمييز. وقال عمراوي: »نقطة الاختلاف أو الخلاف الوحيدة بيننا هي أن نقابة »كناباست« أثناء المفاوضات طلبت رسميا من وزارة التربية أن تكون رتب مفتش التعليم الابتدائي، الأستاذ المكون في التعليم المتوسط، مدير متوسطة، مفتش التعليم المتوسط، ورفضنا نحن هذا الطلب رفضا قاطعا، وأكدنا على ضرورة أن تكون ترقيات كل طور لمعلمي وأساتذة الطور نفسه«.