دعت منظمة العفو الدولية السلطات المغربية لبدء تحقيق فوري، حول الاعتداء والترحيل القصري الذي طال الشبان الصحراويين الستة، بمطار مدينة أقادير المغربية، وكذا تقديم تفسير لسبب منع هؤلاء من السفر إلى المملكة المتحدة للمشاركة في لقاء يرمي إلى تعزيز المصالحة بين مختلف الشباب. نقلت وكالة الأنباء الصجراوية قلق منظمة العفو الدولية الشديد من التقارير التي تفيد بأن موظفي الأمن المغربي قاموا بترحيل الطلاب الستة الذين من بينهم ثلاث فتيات، بطريقة قصرية، ثم الاعتداء عليهم بعد منعهم من السفر بشكل منافي لحقوق الإنسان بعد رفض منحهم الإذن بالسفر إلى المملكة المتحدة يوم الجمعة الماضي. وبعثت منظمة العفو الدولية رسالة إلى وزير الداخلية المغربي، شكيب بن موسى للإعراب عن قلقها لمنع الشبان الصحراويين الستة من الصحراء الغربية، ومجموعة أخرى من الشباب المغاربة، مرجحة أن يكون ذلك المنع لأسباب سياسية. وفي الرسالة التي وجهتها منظمة العفو الدولية ذكرت المغرب بواجبه المحدد في المادة 12 من المعاهدة الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، لاحترام حقوق الأفراد في مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلادهم، ودعت الحكومة إلى رفع الحظر والسماح للمجموعتين بالسفر إلى المملكة المتحدة على الفور ودون أي عراقيل أخرى. وأفادت المنظمة أن الطلاب تعرضوا للضرب ومصادرة متعلقاتهم بما فيها هواتفهم المحمولة لمدة، كما تم إجبارهم على ركوب سيارة توجهت بهم إلى مدينة العيونالمحتلة. وكانت سيارة المذكورة ترافقها سيارات أخرى تحمل أفراد الدرك الملكي. وفي الطريق- تضيف المنظمة- نقلوا إلى مركز حدودي للشرطة أين تمت مساءلتهم، بما في ذلك حول علاقتهم بمنظمة »لنتحدث معا«، وبرنامج »الصحراء الغربية«، واتصالاتهم بالمنظمات الدولية، ويذكر أنه تم تعريضهم للضرب والإهانة. وأردفت منظمة أمنيستي، إن مسلسل الضرب والتعنيف لم ينته، حيث تم الاعتداء عليهم من طرف موظفي الأمن مرة أخرى عندما وصلوا إلى منزل ميمونة أميدان، حيث كانت في استقبالهم أعضاء الأسرة الذين حملوا أعلام جبهة البوليساريو ورددوا شعارات مؤيدة لاستقلال الصحراء الغربية. وأكدت المنظمة أن بعض أقاربهم قد تعرضوا للاعتداء، وأصيب بعض الطلاب بجروح طفيفة نتيجة لذلك، وأن منزل ميمونة أميدان هو الآن محاصر من قبل الأمن المغربي. في سياق متصل، نددت تمثيلية جبهة البوليساريو في المملكة المتحدة وإيرلندا بمنع الشرطة المغربية لستة شبان صحراويين من السفر إلى لندن، حيث كان من المقرر أن يحضروا لقاء حول قضية الصحراء الغربية تنظمه المنظمة العالمية، للتدريب على المهارات التفاوضية لحل النزاعات. وتأسف ممثل جبهة البوليساريو لدى المملكة المتحدة، لمين أبا علي في رسالة مفتوحة، لهذا المنع، معتبرا عدم مشاركة الوفد الشباني الصحراوي في اللقاء الذي يحضره العديد من الأكاديميين، خيبة الأمل الكبيرة. وخلصت الرسالة إلى أن ممارسات كهذه من قبل الحكومة المغربية، لا تساهم في خلق المناخ اللازم لسلاسة أي محادثات بين الطرفين، مؤكدا أن ذلك لن يثني الشعب الصحراوي عن التخلي عن الكفاح من أجل حقه في تقرير المصير والاستقلال.