علّق عضو اللجنة المركزية، مصطفى معزوزي، على التوافق الذي حصل في آخر لحظة بين أعضاء أعلى هيئة بين مؤتمرين، باعتباره مؤشرا على أن »الديمقراطية تكرّست بكل مواصفتها في حزبنا«، دون أن ينفي حقيقة وجود خلافات حول طريقة التعامل مع الأوضاع التي أعقبت سحب الثقة من الأمين العام، وأردف في تصريح ل »صوت الأحرار« بأن »الاختلاف ظاهرة صحية لكن الأهم هو أن الجميع احتكم إلى لغة العقل والمنطق بتفضيل المصلحة العليا للحزب على حساب أية اعتبارات أخرى«. وحسب قراءة معزوزي لما تم الاتفاق عليه فإن »كل الأطراف والإخوة الأعضاء في اللجنة المركزية أثبتوا وأكدوا التزامهم بصيانة الحزب والحفاظ على لحمته«، قبل أن يضيف: »من الناحية العملية يمكن القول إننا الآن نسير ضمن الإطار الطبيعي وفي الطريق الصحيح لإعادة حزبنا إلى السكة لأننا طبّقنا واحترمنا ما جاء في نصوص الحزب وننتظر فقط انتخاب الأمين العام الجديد حتى نقول بأننا تجاوزنا فعلا هذه الأزمة«. ومن وجهة نظر مصطفى معزوزي هناك الكثير من المواصفات يجب أن تتوفر في الأمين العام المقبل لجبهة التحرير الوطني، وركّز أساسا على عامل »الإجماع«، وقال بتعبير صريح: »حزبنا الآن بحاجة إلى رجل تكون له من الإمكانات الفكرية والثقافية لإعطاء الأمل للشباب والجمع بين مختلف الأجيال«، كما يستبعد أن يعاود عبد العزيز بلخادم الترشح مرة أخرى لمنصب الأمين العام »صحيح أن ترشحه أمر مسموح به قانونا لكن لا أعتقد بأنه سيغامر بذلك«. ولم يتوان محدّثنا في إعطاء تقييم إيجابي للمرحلة التي تولى فيها بلخادم تسيير شؤون الأفلان »هو مشكور على حسن أدائه رفقة القيادة التي كانت معه، لكن اليوم اللجنة المركزية رأت ضرورة التغيير وعلى الجميع أن يحترم قرارات الصندوق في مثل هذا الظرف الحسّاس حزبيا ووطنيا، فالمواعيد والاستحقاقات المقبلة تستوجب القبول بالأمر الواقع«. كما دعا معزوي المناضلين والمنتخبين وهياكل الحزب إلى ضرورة »مسايرة المرحلة الحالية بثبات ودون عقدة لأنه من الطبيعي أن يحصل سوء تفاهم لكن الأهم هو كيفية مواجهاتها لتكون في مصلحة جبهة التحرير الوطني«.