لم يستبعد مختصون في مجال الفلاحة والتغذية، في الصالون الدولي المنظم أمس بقصر المعارض بوهران في طبعته الرابعة، أن يكون للأزمة الاقتصادية العالمية آثار وخيمة على الجزائر من خلال ارتفاع أسعار المنتوجات المستوردة، ودعوا إلى تنويع المحاصيل والاستفادة من الخبرة الأجنبية لاكتساب آليات التطوير، مؤكّدين أنّ الجزائر هي اكبر بلد مستورد للحليب وأنّ الجزائري يستهلك 12 كلغ فقط من اللحوم البيضاء سنويا، داعين أيضا إلى البحث عن بديل لفرينة القمح لإنتاج الخبز. شارك نحو 67 عارضا في الصالون الدولي للفلاحة والتغذية في طبعته الرابعة بوهران المنظم من قبل الجمعية الوطنية للمهنيين في الأمن الغذائي بالتنسيق مع الغرفة الوطنية للزراعة والغرفة الوطنية للتجارة، من بينهم عارضون من 7 دول، إضافة إلى المؤسسات الوطنية ومختلف الفاعلين في قطاع الفلاحة والتغذية الزراعية، حيث ستلقى نحو 20 محاضرة على مدى 3 أيّام بخصوص المخاطر والتهديدات التي تحيط بالقطاع والتي لها تأثير مباشر على المستهلك، حيث ركز المتدخّلون على تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع الأسعار على مستوى السوق الدولية خصوصا فيما يتعلّق بالحبوب والصوجا وأغذية الحيوانات والحليب والدواجن، خصوصا من قبل الدول التي تحوز على كثافة سكانية عالية بإفريقيا وآسيا، وهذا ما يترجم إلى ارتفاع هائل في أسعار الخضر والفواكه والبقوليات واللحوم البيضاء والحمراء، نظرا لتبعية الجزائر للسوق العالمية واستيرادها لكميات معتبرة من الأغذية سنويا. وتوقّع مختصّون أن ترتفع الأسعار إلى أكثر من هذه المستويات هذه السنة بفعل الأزمة الاقتصادية، داعين إلى ضرورة الانفتاح على قطاع الفلاحة وتربية الحيوانات والاستعداد لمرحلة ما بعد البترول، تجنّبا لحدوث أزمة وطنية تظهر بوادرها من خلال هشاشة القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار، ولن يكون ذلك إلاّ باكتساب آليات تطوير وتنويع المنتجات الزراعية والتقليص من فواتير الاستيراد والبحث عن مواد أولية بديلة، وتقصي النوعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي والبحث عن أسواق خارجية. وأشار المشاركون في الصالون إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الضرورية في أقرب الآجال، كما تطرقوا أيضا إلى محاور تخص تسيير الموارد المائية، البحث عن بدائل لفرينة القمح التي يمكن أن يصنع منها الخبز، التطوير المحلي لإنتاج الحليب ومشتقاته، ترقية استهلاك اللحوم الحمراء. وقال مدير الصالون الدكتور بن دنيا سعادة أنّ المواطن في الدول المتقدمة يستهلك معدل 27 كلغ من اللحوم سنويا وفي الصين بمعدل 5,7 كلغ سنويا والتي تحتاج تغذيتها إلى كميات معتبرة من الأغذية، مشيرا إلى أهمية التوجه إلى استهلاك اللحوم البيضاء غير المكلفة، ومع ذلك يبقى استهلاكها في الجزائر ضعيفا لا يتجاوز 12 كلغ في السنة مقارنة مع تونس ب 14 كلغ في السنة والمغرب 15 كلغ في السنة والعربية السعودية ب 40 كلغ في السنة والولايات المتحدةالأمريكية ب 52 كلغ في السنة، وفيما يتعلق بالحليب الذي يرتفع استهلاكه في العالم وأسعاره كذلك، قال ذات المتحدث أنّ الجزائري يستهلك ما بين 100 إلى 109 كلغ من الحليب سنويا، وأنّ 70 بالمائة من هذا الاستهلاك مستوردة من الخارج، وبالتالي تحولت الجزائر إلى أوّل مستورد في العالم للحليب، وقد نظم في الصالون عدة ورشات منها ورشة الحليب وورشة الأمن الغذائي وورشة أغذي الحيوانات.