سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العيد زغلامي يشرح ''دور الصورة في المعادلة الإتصالية للممارسة السياسية في الجزائر '' في رسالة دكتوراه ناقشتها الدكتورة خولة طالب الإبراهيمي وتوج بدرجة مشرف جدا
في جلسة علمية إحتضنتها المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام والإتصال ببن عكنون أمس الأول حضرتها العديد من الوجوه الثقافية والأكاديمية والإعلامية توج الباحث العيد زغلامي بتقدير ودرجة مشرف جدا بعد مناقشته المتميزة رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في علوم الإعلام والإتصال عن دراسته الموسومة « دور الصورة التلفزيونية في تشكيل المخيلة الذهنية للفرد الجزائري إتجاه الوجوه السياسية « التي أشرف عليها الدكتور عبد القادر شعباني وقدم الطالب العيد زغلامي إجابات رصينة على ملاحظات اللجنة العلمية التي ترأسها الدكتور مهدي زعموم. وتشكلت من الدكتورة خولة طالب الإبراهيمي والدكتورة فائزة يخلف أعضاءا واتفقت اللجنة بعد تمحيص وتشريح المذكرة في أدق تفاصيلها وفي مختلف جوانبها أن موضوع الرسالة هام وحساس كما أنه متفرد كونه دراسة ميدانية تنهل من الواقع وفي سياقها أكد أعضاء اللجنة أن الباحث العيد زغلامي قدم جهدا كبيرا من أجل تحقيق دراسته التي دامت 5سنوات ونصف من التحليل والميدانية وفق منهجية محكمة وبمراجع ثرية متنوعة كما إمتلك الشخصية القوية تبرز من خلال متن الرسالة. وحاول الباحث العيد زغلامي من خلال أجزاء وفصول ومباحث دراسته وتقنية سبر الآراء الذي أخد له جمهور ولاية العاصمة كعينة للبحث لأسباب بررها تسليط الضوء على دور ومكانة الصورة في المجتمع الجزائري من خلال تخيلاته وثقافته وممارساته لنشاطاته اليومية وكذلك في الحقل السياسي والفضاء الإعلامي العمومي الذي يتردد عليه للحصول على المعلومات و الأخبار ويبحث في معرفة كيف أنها تحولت إلى أداة لإضفاء الشرعية والشعبية والنجومية من خلال تسليط الضوء على الوجوه السياسية دون غيرها كما يعالج موضوع الدراسة موقع ومكانة الصورة في الممارسة السياسية وذلك على مستوى الساحة السياسية الجزائرية ثم كيف يتجلى هذا لدور في الدفع بالنشاط السياسي وكيف أصبح للصورة خلال السنوات الماضية في العالم ثقافة سائدة ومهيمنة لدى المجتمعات خاصة الصورة التلفزيونية حيث تؤكد الدراسة أنها راجعة لظروف سياسية واقتصادية واجتماعية وتربوية وثقافية للمجتمع الذي يمارس فيه النشاط السياسي والإعلامي وأيضا مرتبطة بالبيانات الشخصية الإجتماعية والتعليمية والمهنية . تناول الجزء الأول من الرسالة « حضارة الصورة « والذي يتفرع لعدة فصول ضمنها سميولوجية الصورة من خلال المفاهيم والخصائص ،عالم الصورة ،مجتمع ثقافة الصورة ، الصورة بجميع أنواعها ،أنماطها ومعانيها ، وتجلياتها في الواقع لسياسي والإجتماعي والثقافي الجزائري وعمد الباحث إلى تقديم مفاهيم المصطلحات والمعاني بناءا على النظريات ثم يتطرق إلى موقف المتلقي للصورة وكيف يتجاوب معها ، يتأثر بها ويستوعبها وأشار الباحث في سياقها أن النظام الإعلامي الحالي في الجزائر خاصة في شقه السمعي البصري مازال يعاني من إحتكار الدولة وكذلك تغيب التعددية التي تسمح بدمقرطة الصورة في إستعمالها وتوظيفها كما يقدم مختلف القراءات والدراسات التي تناولت العلاقة بين المتلقي والصورة أما الجزء الثاني بفصوله يتطرق إلى الدور الإتصالي الذي تلعبه الصورة حاليا في الممارسة السياسية وكيفية إستهما وتوظيف الصورة في الحقل لسياسي من خلال الإتصال السياسي وما مدى تأثير الصورة على النشاط السياسي وانعكاساتها على الجمهور المتلقي للصورة مقارنة بوسائل إعلام أخرى ثم كيف توظف الصورة كوسيلة إقناع وترويج وتشهير وتسويق لعمل السياسي ويحاول الباحث الإجابة على إشكالية دراسته المتمثلة في : هل للصورة دورا فعليا في عملية الإقناع وإدارة أمور السياسية في الجزائر،في عمليات الحملات الإنتخابية والترقيات الإجتماعية والسياسية ؟ وهل حقيقة أصبحت الصورة في قلب المعادلة الإتصالية للممارسة السياسية في الجزائر ؟ وقدم الباحث من خلال دراسة ميدانية التي إعتمدت على المنهج الوصفي وقياس الجمهور نماذج طالت بعض الأسماء السياسية الجزائرية من مختلف الأجيال السياسية وفق تحليل بيانات كلية وجزئية . وتوصلت الدراسة إلى نتائج مهمة ضمنها أن في الجزائر تحولت الصورة وبالأخص التلفزيونية إلى سلطة لها نفوذا وأداة لإضفاء أو سحب الشرعية والشعبية والنجومية لوجوه تم الترويج لها بواسطة الصورة التلفزيونية كما كشفت الدراسة دور ومكانة الصورة في الإتصال السياسي ، وكيف أن بعض لوجوه السياسية الجزائرية فاقدة لأي شرعية تاريخية ، ثقافية وعلمية تخول بيت عشية وضحاها إلى شخصيات سياسية بارزة لها وزنها وسلطتها في الوقت الذي يتم فيه تهميش الكفاءات وشخصيات لها شرعية البروز على الصورة وقدمت الدراسة نماذج من الواقع الجزائري وطالب العيد زغلامي الطلبة في المستقبل المنشغلين بهذا المجال بضرورة الولوج في تفاصيل أكثر مستقبلا في مكونات ومعاني وألغاز الورة في هصر العولمة والرقمنة الأكيد أن الرسالة مساهمة قيمة في مجال البحث العلمي وإثراء المكتبة الجامعية بدراسة ميدانية لها علاقة مباشرة بالواقع السياسي والإجتماعي الجزائري وستساهم حتما في تغطية النقص المسجل في المراجع الجامعية والأكاديمية كما أنها تفتح الباب أمام باقي الباحثين في إثارة قضايا فرعية أزاحت الدراسة عليها بعض الغموض