افتتح مساء أول أمس بالمتحف الوطني للفنون الجميلة معرض للفن التشكيلي مهدا من المرأة للمرأة بمناسبة عيدها العالمي تحت عنوان جذاب «اكينوكس» أو» اعتدال نسوي « . و يشمل هذا المعرض الذي تتواصل فعاليته إلى غاية ال4 من أفريل 30 عملا فنيا جادت به ريشة المرأة الجزائرية المبدعة يمثل مختلف المراحل التاريخية و التطورات الفنية التي عرفتها الجزائر منذ الاستقلال كما تعبر هذه اللوحات التي تنوعت بين الألوان الزيتية و المائية و النقش و النحت و فن السجاد عن أحاسيس و أوجاع المرأة و قد جمع هذا المعرض الذي أشرفت على تدشينه وزيرة الثقافة خليدة تومي إعمالا ل28 فنانة جزائرية من أجيال مختلفة منهن ما وفتها المنية مثل الفنانة بآية محي الدين عميدة التشكيليات الجزائريات التي توفيت سنة 1998 بعد سنوات من العطاء في مجال كان من قبل حكر على الرجال . كما احتوى المعرض على عملين للراحلة عائشة حداد لوحة جميلة جمعت بين فن الرسم و النحت إلى جانب تحفة منحوتة تمثل «الشجرة «و هي رمز للحياة و الوطن و كل إبداعات أبناءه و من بين المشاركات في هذا المعرض الذي أقيم تكريما للمرأة الجزائرية في عيدها الفنانة المخضرمة سهيلة بلبحار التي لخصت لوحتها «واقع المرأة بكل أبعاده «و قد استخدمت الفنانة فيها الخط العربي أو فن «الأرابسك» في هذا العمل المشبع بالألوان و الأضواء و دقة الحركة مؤكدا النهج الذي بلغته الفنانة في عملها وأكدت السيد بلبحار لواج أنها سعيد بمشاركتها المرأة الجزائرية أفراحها. واعتبرت الفنانة التي تشهد أعمالها عن تأثرها الكبير بطبيعة البليدة مدينة الورود التي تقيم بها كما تعكس أيضا عراقة و سحر تقاليدها مصدر الهام الفنانة التي تحدت الواقع الذي كان يحصر دور المرأة في البيت فخرجت بأعمالها إلى الفضاءات الاجتماعية لتعبر عن أحاسيس و طموحات حواء و قالت السيدة سهيلة التي لتزال في أوج نشاطها الإبداعي رغم سنها الذي اشرف على ال79 سنة «أن المرأة اليوم خطت أشواطا كبيرة في مسارها في كل المجال و أن المرأة الفنانة أصبحت أكثر حرية في العمل و التعلم و أصبحت لها مكان معتبرة في هذا المجال وهي تلقى تشجيع من أولياءها على الدراسة و العمل مجال إبداعها دون خجل .» و من بين اللوحات التي تجذب العين في المعرض لوحة «الربيع « التي أبدعتها ريشة الفنانة أنيسة عيدود التي راحت تداعب الطبيعة و تدغدغها بإثارة الألوان الزاهية التي تزخر بها الجزائر عن هذه اللوحة قالت هذه الفنانة التي جمعت بين الموهبة الفطرية و الدراسة الأكاديمية حيث تخصصت في فن النحت» ان الفنان يعبر بنظرته الخاصة عن ما يختلج بداخله و أيضا عن ما يحيط به و قد تسليت في هذا العمل و أعطيت الحرية المطلقة لخيالي ليتفسح في الطبيعة و يبرز ألوان الجزائر الجميلة.» و أضافت إنها تمتعت كثيرا و هي تنجز هذا العمل ضمن رباعية جسدت الفصول الأربعة و هي تحتفظ بالمجموعة كما تستوقف الزائر لوحة جميلة عبارة عن بور تري للمرأة العاصمية و هي تردي بزهو و افتخار «محرمة لفتول الحرة» في إشارة كما قالت صاحبتها صفية زوليد إلى أصالة الزى التقليدي الذي بدا في الزوال معتبرة هذه اللوحة التي رسمتها في بداية هذه السنة و التي تكسو نصفها السفلي فسيفساء مثيرة من الإزهار المتنوعة الألوان و الأشكال «داء للاهتمام بالموروث الثقافي الجزائري.»