دعت مختصات في علم النفس إلى ضرورة إيلاء أهمية للتكفل النفسي بأولياء الأطفال ضحايا ظاهرة الاختطاف، التي تم تسجيلها مؤخرا، مؤكدات على دور المرافقة النفسية من أجل التخفيف من الانعكاسات السلبية التي تنجم عن ظاهرة الاختطاف وتفادي إصابة أهالي الضحايا بانهيارات عصبية وأمراض نفسية عديدة. أثارت قضية اختطاف الضحيتين هارون وابراهيم وتصفيتهما جسديا، موجة من الغضب في أوساط المواطنين الذين طالبوا بتشديد العقوبة على المجرمين، فيما شدت جريمة الاختطاف انتباه مختصون في علم الاجتماع والقانون ونفسانيين. وفي هذا الشأن أكدت صحراوي عقيلة مختصة في علم النفس العيادي، على هامش لقاء نظم حول مشكل الإعاقة لدى الأطفال إلى ضرورة وضع برنامج خاص للتكفل النفسي الاستعجالي لفائدة عائلات الأطفال ضحايا ظاهرة الاختطاف، يوجه بالدرجة الأولى للأولياء، واصفة هذه الجريمة التي أصبحت تشهد انتشارا مخيفا بالسلوك المرضي وغيرالطبيعي، مؤكدة أنها تعمل على زرع الخوف واللاأمن في المجتمع حيث انتزعت الثقة بين أفراد المجتمع. وشددت المختصة النفسانية على أهمية البحث عن أسباب هذا المشكل وإيجاد السبل والآليات الكفيلة بمعالجته من جذوره بتظافر جهود الجميع، مركزة على دور المرافقة النفسية، بغية التخفيف من الانعكاسات السلبية، التي تنجم عن ظاهرة الاختطاف الغريبة والخطيرة، مشيرة إلى أهمية اتخاذ قرارات بيداغوجية صحية اجتماعية للتكفل بهذه الظاهرة. من جهتها أشارت زينات فاطمة مختصة في علم النفس والأورطفونيا، إلى أن ظاهرة الاختطاف تعود بعواقب سلبية نفسية على الطفل والأولياء أولا وعلى المجتمع ثانيا، موضحة في نفس السياق أن هذه الظاهرة تتسبب في أزمات نفسية عويصة طويلة المدى وصدمات نفسية معقدة تستدعي متابعة ومرافقة من قبل مختصين لفائدة عائلة الضحايا على وجه الخصوص. وفي هذا الشأن اقترحت ذات المختصة التكفل النفسي والعيادي والأورطفوني على عائلات الضحايا وبموافقة المستفيدين وذلك عن طريق المرافقة تشرف عليها فرق عمل تشمل مختصين أو بتوفير خلايا جوارية وفضاءات للاستماع والتوجيه. ومن هذا المنطلق أكدت زينات فاطمة أن ظاهرة اختطاف الأطفال تؤدي في بعض الحالات إلى إصابة الأولياء بانهيار عصبي والإحساس بتأنيب الضمير مع الإصابة بأمراض نفسية عديدة تتطلب التكفل بها، مركزة على تضامن الأقارب ومعارف هذه العائلات المصابة في إطار التلاحم الاجتماعي ملحة على مكانة التكفل النفسي المختص مع وضع برامج تنبيه وتحسيس لفائدة المجتمع. وأشارت المختصة إلى أن هذه الظاهرة تسببت في زرع الخوف المستمر بين أفراد المجتمع خاصة لدى الأولياء وحتى الأطفال وغياب الثقة في التعامل داخل المجتمع الواحد ممكن أن يتسبب في حدوث تفكك في التواصل الاجتماعي، مما يستدعي إيجاد سبل لعلاجه. فيما أكدت فتاحين عائشة مختصة في علم النفس التربوي وأستاذة بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم وتكنولوجيات الرياضة، أن ظاهرة الاختطاف تتسبب في صدمات نفسية للعائلة بالدرجة الأولى يصعب تجاوزها، داعية إلى ضرورة وضع برنامج عمل في مجال التكفل النفسي المستمر في لفائدة عائلات الضحايا واصفة هذه الظاهرة باللانسانية والغريبة عن المجتمع الجزائري. وفي هذا الشأن دعت النفسانية إلى القيام بأبحاث ودراسات ميدانية لمعرفة أسباب هذه الظاهرة التي ربطتها ببعض الآفات الاجتماعية من بينها تعاطي المخدرات والانحرافات الجنسية التي شهدها المجتمع في الآونة الأخيرة داعية إلى ضرورة التركيز أيضا على التدابير الردعية في مكافحة هذه الجرائم.