دعت الجزائر خلال مؤتمر نزع السلاح النووي التابع للأمم المتحدة الذي يستضيفه مكتب الأممالمتحدة بجنيف إلى إقامة مناطق خالية من الأسلحة النووية وتقوي السلام والأمن، كما عبرت الجزائر على لسان ممثلها في المؤتمر عن أملها في جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية. قال بوعلام شبيهي ممثل الجزائر في مؤتمر نزع السلاح النووي المنعقد أمس الأول بجنيف تحت إشراف الأممالمتحدة، إن معاهدة بيلندابا التي حولت إفريقيا إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية دخلت حيز التنفيذ في جوان الماضي، موضحا أن الجزائر كانت أول دولة في الاتحاد الإفريقي صدقت على المعاهدة في عام 1997. وعبرت الجزائر عن ترحيبها بدخول المعاهدة حيز التنفيذ بعد 30 عاما خاصة أنها تحظر تنمية وتصنيع وتخزين الأسلحة النووية في كل أنحاء القارة الإفريقية والجزر المجاورة. وأكد ممثل الجزائر أن إفريقيا بهذه المعاهدة تقوي مفهوم مناطق خالية من الأسلحة النووية، مما يجعل مساهمتها ملموسة في تدعيم النظام الدولي لنزع السلاح وعدم انتشار الأسلحة النووية، مشيرا إلى أن بروتوكولا ملحقا يطالب الدول النووية بعدم استخدام السلاح النووي ضد الدول غير النووية الأعضاء في المعاهدة الإفريقية أو تهديدها. ودعا ممثل الجزائر إلى إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي، مشيرا إلى الأهمية القصوى التي تمثلها الخطوة بالنسبة لأمن دول المنطقة وكذلك بالنسبة للاستقرار والسلم في العالم، موضحا بالقول »إن تحقيق هذه الغاية التي هي مسؤولية المجموعة الدولية برمتها يشكل في حد ذاته عامل ثقة لبعث عملية السلام المتعترة«. وربط ممثل الجزائر في كلمته أمام المشاركين، تحرير الشرق الأوسط من السلاح النووي بعملية سلام، لا سيما أن الجهة الوحيدة التي تملك هذا السلاح بالمنطقة هي من تحتل الأراضي العربية وهي من ترفض يد السلام العربية الممدودة وهي من تعرقل أيضا مسار عملية السلام«. وتأتي دعوة الجزائر لإقامة مناطق خالية من الأسلحة النووية وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي، بعد مرور أقل من ثلاث أشهر عن ترأسها أشغال ندوة نزع السلاح بجنيف وشكلت الندوة فرصة جيدة أجرى خلالها وزير الخارجية مراد مدلسي مشاورات حثيثة مع الدول الأعضاء النشطة في هذه الندوة، لتوفير الشروط الكفيلة بتجسيد مبادرتها الرامية إلى ترقية توافق دولي حول مسائل نزع السلاح ومنع انتشاره. وسبق أن دعت الجزائر خلال اجتماع مماثل عقد في ماي الماضي إلى إنشاء آلية دولية للتفاوض بشأن وضع أداة دولية ملزمة لوضع ضمانات تحمي البلدان التي لا تملك السلاح النووي من أي تهديد عسكري نووي، حيث أكد آنذاك ممثل الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة أن الجزائر تولي أهمية كبيرة لمسألة ضمانات الأمن الواجب توفيرها للدول التي لا تملك السلاح النووي لجعلها بمنأى عن استعمال هذا السلاح ضدها أو حتى التهديد باستعماله.