بعد غياب فاق سبع سنوات، استرجعت ولاية تبسة أيامها السينمائية باعتبارها من أولى ولايات الوطن التي احتضنت تصوير وقائع الثورة التحريرية، وكانت الوجهة الأولى في صناعة السينما الجزائرية بشاهدة أصدقاء الثورة من أوروبيين وجزائريين. وبهدف إبراز دور السينما والسينمائيين في المنطقة كانت تبسة، أول أمس، على موعد مع الأيام السينمائية التي ستمتد إلى غاية 16 أفريل الجاري بحضور مخرجين معروفين على الساحة، حيث ستشهد العديد من القاعات عروضا لأفلام قديمة وأخرى جديدة ستعرض لأول مرة في الولاية. وحسب مديرية الثقافة، فإن الهدف من تنظيم هذه الأيام هو تمكين الجمهور والشباب التبسي من التعرف والاحتكاك بالذين صنعوا السينما لوقائع أحداث ومعارك دارت على محور الشريط الحدودي بحضور بعض المجاهدين الذين عايشوا الحدث. وسيتم، حسب المصدر ذاته، تكريم ثلاثة وجوه سينمائية اعترافا بما قدموه للسينما الجزائرية، هم كل من لمين صخري، ابن المنطقة الذي وافته المنية مؤخرا، والذي أدار الكثير من الأعمال السينمائية على غرار "دورية نحو الشرق" لعمار العسكري، ومحمد لعماري الذي رحل سنة 2007 والمخرج الإيطالي قيلى روني كوربو صاحب رائعة "معركة الجزائر " والذي من المنتظر أن تعرض بعض أعمالهم للجمهور التبسي كما سيتم عرض بعض الأفلام الجديدة كفيلم "الدار الصفراء" و"ما وراء المرآة" لنادية شرابي إلى جانب الندوات والموائد المستديرة والمحاضرات التي سيؤطرها أساتذة مختصون. وقد حضر افتتاح التظاهرة عمالقة السينما الجزائرية عمار العسكري بمعية جمعيته "أضواء" التي شاركت بمعرض حول الثورة الجزائرية وحسين عصماني وأحمد راشدي ومحمد حازرلي، في حين اعتذر "صديق الثورة الجزائرية" روني غوتي عن الحضور بسبب وضعيته الصحية من جهة أخرى، احتضن المتحف الوطني للمآثر بتبسة الأسبوع الثقافي لولايتي الوادي وبرج بوعريريج اللتان ستقدمان على مدار خمسة أيام سهرات فنية وعروضا مسرحية ومعارض للتراث الثقافي للولايتين وأمسيات أدبية. وينتظر خلال هذه الأيام الثقافية الإعلان الرسمي عن تأسيس الأيام السينمائية لولاية تبسة وترسيمها، لتتبع باحتضان تبسة للملتقى السادس للعلامة الشيخ العربي التبسي في ال 23 و24 من الشهر الجاري حول الفكر الإصلاحي في الجزائر.