تعد حديقة الأحلام »دريم بارك« المتواجدة بالصنوبر البحري بالعاصمة، إحدى الوجهات التي أصبحت تنافس شواطئ البحر من خلال استقطابها للعديد من المواطنين منذ بداية موسم الإصطياف، التي يقصدونها لقضاء أوقات ممتعة، بعدما وجدوا فيها أجواء »الحرمة« ومختلف ضروريات الراحة والترفيه والطمأنينة بعيدا عن زحام المدينة. ¯ كانت الساعة تشير إلى الثانية زوالا عندما وصلنا إلى حديقة الأحلام »دريم بارك« المتواجدة بالصنوبر البحري بشرق العاصمة، و أهم ما شد انتباهنا هو توافد العديد من المواطنين إلى هذه الحديقة، التي استطاعت أن تكتسب شهرة واسعة على المستوى الوطني من خلال قطبها السياحي والألعاب المتنوعة، التي أصبحت تنافس شواطئ البحر، إذ توفر محيطا آمنا من خلال سهر أعوان الأمن الذين كانوا يرتدون بدلات رسمية خاصة، تدل عن وظيفتهم ، مكلفين بمراقبة الحديقة وضمان راحة وسلامة المتوافدين، فيقفون بالعشرات أمام مدخل الحديقة، »يحدقون« في ملامح قاصدي المكان، خاصة الأزواج غير المرفوقين بالأولاد، كما أنهم يمنعون دخول الشباب بمفردهم. وقد ارتأت »صوت الأحرار« مشاركة بعض العائلات التي فضلت قضاء ساعات صيفية ممتعة بحديقة الأحلام، وحسب ما أكده العديد ممن تحدثنا إليهم فإن المكان يوفر مختلف الخدمات الضرورية، التي يحتاج إليها الزوار في مثل هذه الفضاءات كالمحلات التجارية والمطاعم، بالإضافة إلى ألعاب التسلية التي تعتبر المطلب الرئيسي للعديد من الأطفال والأمر الذي ساهم بشكل كبير في ازدياد الإقبال عليها لقضاء أوقات مريحة بعيدا عن زحمة المدينة أو اكتظاظ الشواطئ التي تميز العديد منها. التذكرة ب 200دج وصالحة لمدة 60 يوما من جهتها قالت» شهيرة «أن هذه الحديقة تمكنت من استقطاب المواطنين الذين لم يسعفهم الحظ في الذهاب إلى شواطئ البحر، حيث وجدوا ضالتهم فيها وذلك من خلال توفرها على كل أسباب الراحة التي تبحث عنها العائلات في هذه الفترة. وأكدت »نجاة« أم لطفلتين أنها كلما سنحت لها الفرصة إلا وقررت التوجه إلى »دريم بارك« باعتبارها ممن تستهوي بناتها الألعاب المتوفرة هناك رغم أنها تقطن ببوزريعة، مضيفة » بصراحة أجد راحتي في هذا المكان الذي تراعي فيه حرمة العائلات التي تقصده وهذا الأمر شجع زوجي في اصطحابي اليه«. ومن جهتها قالت لنا »منال« القادمة هي الأخرى من بوزريعة أنها تقصد حديقة الأحلام هي و عائلتها باستمرار خاصة في نهاية الأسبوع والفترات المسائية، لما يوفر من أمن وراحة وفرجة في نفس الوقت، بالأسعار في متناول الجميع حيث يصل سعر تذكرة اللعاب 200دج يسمح بخمسة ألعاب مختلفة وصالحة لمدة 60 يوما، مضيفة» استغربت لأمر فقط هو إجبار المواطنين على شراء تذاكر الألعاب بمجرد الدخول ما تسبب في احتجاج البعض من المواطنين، الذين جاءوا فقط من أجل تناول العشاء دون الرغبة في اللعب«. وأشارت »صبرينة« إلى أن هوس الاستمتاع بالألعاب الذي زادته حديث جيرانها عن الخدمات المتوفرة داخل الحديقة والتي تستمر إلى ساعات متأخرة من الليل عزز رغبتها في زيارة الحديقة أين لمت وعاشت الأجواء التي اعتبرته أفضل مكان تصان فيه الأخلاق لقضاء فترة من الوقت. لم يعد »بارك دريم« متنفس للأطفال فقط من خلال طبيعة الألعاب التي تم تزويد الحديقة بها، حيث أضحى اليوم للكباركما الصغار، حيث يتنافس الشباب على تشكيلة معينة من الألعاب لمن يهوى المغامرة وهو ما يفسر الاكتظاظ الملاحظ هناك على شبابيك بيع التذاكر. المطاعم ومحلات بيع المثلجات وجهة الزوار وهروبا من زحمة الألعاب، تركنا العائلات تستمتع مع أطفالها بتلك الأجواء، أين أردنا أن نقوم بجولة داخل الحديقة، حيث شدنا مظهر آخر هو توافد العديد من الزوار على محلات بيع المثلجات والمطاعم التي يحرص أصحابها على تقديم خدمات جيدة للزبائن، حيث يصل سعر »السندويتش« إلى 250دج والفطائر ب 30دج للقطعة الواحدة، أما سعر المثلجات يبقى هو الأخر معقول، حيث بلغ سعر البوضة الواحدة ب 50دج وتبقى هذه الأسعار في متناول جميع، حسب العديد من الزوار الذين أكدوا لنا أن أسعار مختلف حاجيات الزوار معقولة، مقارنة ببعض الأماكن الأخرى الذي لا يمكن للمواطنين ذوي الدخل البسيط الذهاب إليها. من بين الأمور التي حرص على تنظيمها صاحب الحديقة هو بناء مصلى للمواطنين الذين يرغبون في أداء صلاتهم في وقتها. غادرنا المكان أملين أن نعود إليه باعتباره من بين الأماكن التي تضمن احترام الآداب العامة الذي يبقى مطلب العديد من العائلات الجزائرية التي تبحث عن أماكن تروح فيها عن نفسها بعيدا عن زحمة المدينة وفي أجواء من '' الحرمة''والدليل على ذلك هو قطع بعض العائلات مسافات طويلة بحثاعن الحرمة والترفيه الذي يحرص القائمون على تسيير الحديقة على توفيره.