دعت الولاياتالمتحدة والبرلمان الأوروبي الحكومة المصرية المؤقتة إلى الرفع الفوري لحالة الطوارئ التي فرضتها في 14 أوت الماضي ومددتها أمس الأول لمدة شهرين، وفي الوقت الذي دعا فيه أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي إلى العودة للشوارع مجدّدا، تستمر العملية الأمنية الواسعة النطاق للجيش المصري في سيناء. قالت ماري هارف مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن ما زالت تعارض فرض حالة الطوارئ وكما كانت منذ البداية، حثت الحكومة الانتقالية على وضع حد لها فورا، كما طلبت من القاهرة إيجاد مناخ يمكن من خلاله لجميع المصريين من جميع الاتجاهات ممارسة حقهم في حرية التجمع والتعبير بسلام، وحثت المسؤولة الأميركية أيضا الحكومة الانتقالية والجيش على إحالة المواطنين الذين اعتقلتهم الشرطة أو الجيش أمام المحاكم المدنية فقط. من جهته دعا البرلمان الأوروبي في قرار أصدره الخميس عقب اجتماع في بروكسل إلى وضع حد لجميع أعمال العنف والإرهاب، وكذلك التحريض على العنف والكراهية في مصر، من أجل مصلحة البلد. ودعا النواب الأوروبيون السلطات المؤقتة لإنهاء حالة الطوارئ والإفراج عن جميع السجناء السياسيين، بمن فيهم الرئيس المعزول محمد مرسي، وذلك لإيجاد الظروف اللازمة لعملية سياسية شاملة. وأدان البرلمان في قراره ما اعتبره استخداما غير متناسب للقوة من قبل الأجهزة الأمنية خلال تفكيك الاعتصامات في ساحتي رابعة العدوية والنهضة، وكذلك عدم قدرة جماعة الإخوان المسلمين على منع العنف المنفذ من قبل قاعدتها السياسية، وفق ما جاء في البيان.وقال البيان إن السلطات المؤقتة والجيش المصري يتحملان واجب ضمان سلامة جميع المواطنين بغض النظر عن وجهات نظرهم أو انتماءاتهم السياسية، وطالب أعضاء البرلمان الأوروبي أيضا بإجراء تحقيق مستقل في أعمال القتل التي حدثت حتى الآن. إلى ذلك، دعا القيادي في حزب الحرية والعدالة المصري عصام العريان في تسجيل صوتي المصريين إلى النزول إلى الشوارع للتظاهر أمس واليوم، معتبرا أن التظاهر هو وفاء لشهداء الحرية والكرامة الإنسانية. يأتي ذلك بعد دعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب بمصر للاحتشاد أمس تحت عنوان »الوفاء لدماء الشهداء«، وسط استمرار المظاهرات الليلية التي تخرج في محافظات مصرية مختلفة للتنديد بالانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي. يذكر أنّ المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إيهاب بدوي قال أول أمس في بيان إنه ارتباطا بتطورات الأوضاع الأمنية في البلاد، وبعد موافقة مجلس الوزراء، قرّر الرئيس عدلي منصور مدَّ حالة الطوارئ في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية لمدة شهرين، اعتبارا من الساعة الرابعة عصرا من يوم الخميس الموافق 12 سبتمبر .2013ويأتي قرار تمديد حالة الطوارئ مخالفا لما جاء في الكلمة الأخيرة للرئيس المؤقت عدلي منصور الذي توقع فيها رفع حالة الطوارئ في البلاد قريبا في ظل ما وصفه بتحسن الأوضاع الأمنية. ولا تزال القاهرة و13 محافظة مصرية أخرى تخضع لحظر تجوال ليلي منذ فض اعتصام مؤيدي مرسي، الأمر الذي قوبل بتنديد دولي وحقوقي واسع. في سياق آخر، أكدت مصادر أمنية مصرية أن مروحيات تابعة للجيش قصفت أمس، مواقع يفترض أن مسلحين يتمركزون فيها في قرى تقع إلى جنوب بلدة الشيخ زويد بشمال سيناء، وقالت المصادر إن الجيش المصري بدأ عملية عسكرية جديدة ضد مواقع المسلحين بسيناء، وأن مروحيات من طراز أباتشي قصفت مواقع للمسلحين في قرى جنوبي الشيخ زويد، وأضافت المصادر أنه تم تدمير عدة أماكن وسيارات كان يستخدمها المسلحون.