منذ تنصيبه على رأس الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني لازال عمار سعيداني يرفع شعار المصالحة بين أبناء الأفلان لإعادة الأمور إلى نصابها داخل بيت الحزب العتيد، إلى جانب التزامه بالنزول إلى القواعد لتشريح الوضع القائم للقضاء على المشاكل من جذورها. بدا الأمين الجديد متفتحا على وسائل الإعلام سواء وطنية أو أجنبية منذ مجيئه على رأس الأفلان، وبيّن منذ الوهلة الأولى الخطوط العريضة لسياسته، حيث يصر الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني في كل خرجاته الإعلامية على أن الحل الضروري يكمن في الصلح والمصالحة بين أبناء الحزب الواحد، إلى جانب فتح الحوار ويؤكد مرة أخرى أن سياسته في تسيير الحزب خلال المرحلة الراهنة التي تتسم بعدة تحديات خالية من أسلوب الإقصاء. وتعد عملية ترتيب بيت الأفلان من جديد من أولى الأولويات للأمين العام وهذا ماتعكسه تصريحاته الإعلامية منذ تزكيته على رأس الحزب العتيد نهاية أوت الماضي، وتترجم سياسة سعيداني القائمة على إنهاء التشنجات بين المناضلين على حرصه للاستعداد الجيد للرهانات السياسية المقبلة بصفوف موحدة خاصة وأنه رأى أن هناك أحزابا استثمرت في أزمة الحزب كثيرا. ويعوّل سعيداني كثيرا على الحوار باعتباره الطريق الوحيد للحفاظ على تماسك ووحدة الحزب، وتجسد هذا الخيار الذي تبناه الأمين العام للافلان في تريثه في الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي خاصة وان يرى الشخصيات التي توكل لها هذه المهام حساسة وخطيرة.إضافة إلى توضيح صورة الحزب داخليا، يحرص سعيداني على إبراز مواقف الأفلان تجاه قضايا الساعة التي تشغل الرأي العام على رأسها التعديل الحكومي الأخير الذي أجراه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والانتخابات الرئاسية والفساد ودور المؤسسة العسكرية في ظل اللااستقرار التي تعيشها المنطقة منذ بدء ما يسمى ب» الربيع العربي« في تونس نهاية ,2010 كما أعطى قراءته في الأحداث التي تشهدها الساحة العربية والإسلامية.وبين المباركة والتثمين جاء موقف سعيداني بخصوص التعديل الحكومي الذي قام به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في 11 سبتمبر الجاري وفيما يتعلق بالتغييرات على مستوى المؤسسة العسكرية. وعكس بعض رؤساء الأحزاب، فان الأمين العام للأفلان لم يخف تأييده لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في حال ترشحه للرئاسيات، مستندا إلى الحصيلة الايجابية لعهداته.كما أن سعيداني خاض كثيرا في ملف الفساد ورأى أن الجهة الوحيدة المخولة للفصل في مثل هذه القضايا هي القضاء.ولم يستثن الأمين العام للأفلان من تحليلاته ما يحدث على الساحة العربية والدولية خاصة ماتعلق بالبلدان التي مستها رياح مايسمى ب »الربيع العربي«، وراح يعطي قراءة مستفيضة للأحداث، مرسلا بتحذيراته إلى كل دول المنطقة من تداعياتها وانعكاساتها في ظل الحديث عن مخططات ومؤامرات تستهدف كل البلدان.