التقى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني بمناضلي الغرب، بوهران، في ندوة جهوية هي الأولى في سلسلة ندوات تشمل عدة جهات من الوطن، وستكون سطيف هي المحطة المقبلة، حيث ستحتضن في 26 من هذا الشهر الندوة الجهوية لولايات الشرق. وتأتي هذه اللقاءات، التي تؤسس لتقاليد التواصل المباشر بين القاعدة والقمة، بهدف تبليغ توجيهات الأمين العام وتشجيع النقاش وتوسيعه، لإعطاء الفرصة للمناضلات والمناضلين للتعبير عن الرأي وتقديم التصورات وتحديد المواقف من المسائل الحزبية والقضايا الوطنية الكبرى. وقد كان اللقاء مع مناضلي ولايات الغرب فرصة سانحة للأمين العام لسبر آراء المناضلين واستكشاف انشغالاتهم، كوسيلة فعالة للمضي قدما في تقوية قواعد الحزب ودعم مكانته في المجتمع وفي الساحة السياسية الوطنية، خاصة بعد انعقاد دورة اللجنة المركزية، التي حسمت نهائيا مسألة الشرعية، في أجواء من الشفافية التامة وفي إطار قانوني وشرعي واضح، وأمام الرأي العام الوطني ممثلا في وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية. وكان لقاء وهران، الذي جرى في ظروف هادئة، ميزها الحضور القوي والنوعي للمناضلين، مناسبة مواتية للأمين العام، حيث أكد على الأولويات الأساسية التي يحظى بها الشأن الحزبي الداخلي وكذا تحديد رؤية ومواقف حزب جبهة التحرير الوطني من عديد القضايا الوطنية، وفي مقدمتها الاستحقاق الرئاسي المقبل. ويرتكز الأمين العام في تنفيذ برنامجه على الشرعية التي يتمتع بها والتي منحتها له اللجنة المركزية، باعتبارها صاحبة الحق والمخولة، بمقتضى القوانين الناظمة للحزب، بمنح أو منع الشرعية. ومن الطبيعي جدا أن يجدد الأمين العام دعمه لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إذا ما قرر الترشح لعهدة جديدة، لاعتبارات أساسية وموضوعية، منها: إن عبد العزيز بوتفليقة هو رئيس الحزب، هذا أولا. وثانيا، لأن الرئيس أثبت جدارته في موقعه. وفي سياق حرصه على أساسيات المصالحة، جدد الأمين العام حرصه بأنه أكثر تمسكا بكل ما يجمع وأنه لا نية له في إقصاء أي معارض أو تهميش أي مناضل وأنه لم يأت على رأس الأمانة العامة من أجل تصفية حسابات. هذه هي الأولويات التي ينبغي أن تحظى بالاهتمام، بعد طي صفحة الماضي شرعيا ورسميا وإعادة الحزب إلى السكة، بلم الشمل وبناء الثقة في قيادته وهيئاته، ويبقى على الجميع العمل الجاد لتحقيق مزيد الانتشار للحزب والإستعداد للمواعيد السياسية القادمة، بصفوف موحدة ومتراصة وأهداف محددة وواضحة. وهكذا فإن الأجواء التي ميزت لقاء وهران قد أفحمت تلك الأصوات التي راهنت على الفشل وانشقاق الحزب وتعثره، حيث كان رهانهم خاسرا، لأن المناضلين يدركون بأن حزبهم أكبر وأسمى، ولأن النضال الحقيقي الصادق، يقتضي تشجيع الحوار في التعاطي مع القضايا المطروحة، حزبية كانت أو وطنية والاحتكام إلى لوائح ونصوص الحزب وجعل الاختلاف طريقا للاتفاق، دعما للدولة وتعزيزا لمؤسساتها وخدمة للحزب والجزائر. لقد كان لقاء وهران ناجحا بكل المقاييس، إذ تميز بكثافة ونوعية الحضور وحرص الجميع على تعزيز مكانة الحزب وتقوية صفوفه وتكريس وحدته وتثبيت استقراره وتأكيد ريادته في الساحة السياسية الوطنية.. .. فشكرا لمناضلي حزب جبهة التحرير الوطني بالغرب الجزائري على تضامنهم وانضباطهم وتجندهم وحرصهم الكبير على الوحدة وإرادتهم القوية في التمكين لأفكار وبرنامج حزبهم.