يلتقي الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني غدا بمناضلي الغرب، في ندوة جهوية بوهران، هي الأولى في سلسلة ندوات تشمل عدة جهات من الوطن. ويأتي هذا اللقاء تجسيدا لقناعة الأمين العام بأن المناضلين في القاعدة هم القلب النابض للحزب وقوته الضاربة في المجتمع. وستكون الندوة فرصة سانحة للأمين العام لتبليغ توجيهاته وسبر انشغالات المناضلين والوقوف على طبيعة القضايا المطروحة والتي تستدعي الحسم، خاصة في هذه المرحلة المتميزة بجملة من التحديات. وتكمن أهمية هذه الندوات التي ستجرى تحت الإشراف المباشر للأمين العام، في أنها تأتي بعد دورة اللجنة المركزية التي فصلت في مسألة الشرعية ودفنت الأزمة بصفة رسمية. أيضا، فإن الأهمية التي تكتسيها هذه الندوات تنبع من أنها بادرة، جديرة بالتنويه، إذ تأتي بعد أكثر من ثمانية شهور من شغور منصب الأمين العام، بكل ما يعنيه ذلك من خلافات امتدت إلى القواعد وساهمت في تسميم العلاقات بين المناضلين وشل النشاط النضالي القاعدي. كذلك، فإن هذه اللقاءات ستمكن القيادة، ممثلة في شخص الأمين العام، من الاتصال المباشر مع القاعدة النضالية دون وسائط، مما يسهم في إرساء ثقافة الاتصال وتقاليد الحوار. وهذا ما يتوق إليه المناضلون، بغية إسماع صوتهم وتبليغ انشغالاتهم والتعبير عن آرائهم بكل حرية. ومن المؤكد أن تلك الحملة التي تستهدف حزب جبهة التحرير الوطني وقيادته قد وصلت أسماع كل المناضلين، ورغم أن تلك الأقاويل الخائبة ليست ذات أهمية، لأننا ألفنا تلك الأسطوانة المشروخة، إلا أن التصدي لتلك الحملات لا يكون بالفرقة والانقسام والانغماس في المهاترات، بل يكون برص الصفوف، خاصة بعد أن وجدت فورة الغضب طريقها إلى تحكيم العقل وتغليب المصلحة العليا للحزب على المصلحة الذاتية، وهذا من خلال انعقاد دورة اللجنة المركزية، إدراكا من الجميع بأنه في غياب أو إضعاف الحزب، لا مجال للحديث عن النضال ولا للتصدي للخصوم. تلك هي الرسالة التي يحملها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في لقائه مع المناضلين، تحدوه إرادة قوية في تكريس وحدة الحزب وفي الصبر على إخوانه من أجل مصلحة الحزب أولا، واحتراما لمسيرة الرجال وحقهم في الاختلاف وفي أن تكون لهم رؤى مغايرة. وإذا كان البعض من المنافسين والخصوم، يراهنون على انشقاق الحزب وتعثره، فرهانهم خاسر وأمانيهم أضغاث أحلام، ذلك أن المناضلين يدركون بأن الحزب أكبر وأسمى، لأن النضال الحقيقي الصادق، لا يمكن أن يقايض إلا بالتمكين لأفكار وبرنامج الحزب، في أن يصبح واقعا ملموسا على الأرض. لذلك فإن ما يتوجب الانتباه له هو أن الظرف حساس، وحري بكل مناضل، مهما كان موقعه ومهما كانت مسؤولياته، أن يدرك أن الوقت الآن هو لوحدة الصف. وفي سياق هذه الأهداف الكبرى يأتي إشراف الأمين العام غدا على ملتقى جهوي للمناضلين بوهران.