يشرف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، اليوم، بالبليدة على ندوة جهوية لمناضلي الحزب بولايات الوسط، تندرج في سياق التواصل المباشر مع القاعدة النضالية، عبر عقد ندوات للإطارات والمناضلين في مختلف جهات البلاد، كانت بدايتها من وهران ثم سطيف وورقلة. وتكمن أهمية هذه الندوات التي تجرى تحت الإشراف المباشر للأمين العام، في أنها تأتي بعد دورة اللجنة المركزية التي فصلت نهائيا في مسألة الشرعية، كما أنها تأتي قبل انعقاد الدورة التي ستلتئم في السادس عشر من الشهر الداخل والتي سيعرض فيها الأمين العام تشكيلة المكتب السياسي للتزكية. أيضا، فإن الأهمية التي تكتسيها هذه الندوات تنبع من أنها بادرة، جديرة بالتنويه، إذ أن هذه اللقاءات تمكن القيادة، ممثلة في شخص الأمين العام، من التواصل المباشر مع القاعدة النضالية دون وسائط، كما أن من شأنها تمكين المناضلين من التجاوب بفعالية مع الحركية الجديدة التي يعرفها الحزب والتي تقوم على مجموعة ركائز أساسية، أولها، إعادة توحيد صفوف الحزب، باعتبار أن هذا الهدف شرط لا غنى عنه لمواجهة التحديات. وثانيها، إعادة إحياء هيئات الحزب وهياكله، وهذه الغاية يفرضها واقع الحال، الذي يقول بأن هياكل الحزب المحلية وهيئاته المركزية في أمس الحاجة إلى بعث الحيوية في مفاصلها. وثالثها، توسيع القاعدة الاجتماعية للحزب، من منطلق أن قوة أي حزب إذا كانت تقاس بنتائجه في الانتخابات فإنها تقاس أيضا بمدى انتشار أفكاره ومواقفه في الأوساط الشعبية. ومن البديهي أن يؤكد الأمين في لقائه اليوم بالمناضلين على الأولويات الأساسية التي يحظى بها الشأن الحزبي الداخلي وكذا تحديد رؤية ومواقف حزب جبهة التحرير الوطني من عديد القضايا الوطنية، وفي مقدمتها الاستحقاقات السياسية المقبلة. وطبيعي جدا أن يجدد الأمين العام دعم حزب جبهة التحرير الوطني لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إذا ترشح لعهدة جديدة. إن الحوار والتواصل المباشر مع القاعدة يمكّن المناضلين من الإطلاع أكثر على خارطة الطريق التي ينتهجها الحزب في المرحلة القادمة، كما تجعلهم على بيّنة من مواقف الحزب من مختلف القضايا الداخلية والإقليمية والدولية، وهذا حتى يكون المناضل عن دراية ووعي بما تقتضيه المستجدات من قرارات لمواجهة التحديات الراهنة. لا يتوانى الأفلان في العودة القوية إلى قيادة العمل السياسي الوطني، عبر إقامة روابط متينة مع القوى السياسية التي تلتقي معه في المواقف، وهذا ما شرع فيه الأمين العام، من خلال فتح قنوات الحوار والتنسيق مع تشكيلات سياسية، تتقاسم معه ذات القيم والتوجهات. إن حزب جبهة التحرير الوطني ومن منطلق الحرص على تكريس دوره كفاعل رئيس ومحرك للحياة السياسية في المرحلة الراهنة والقادمة، لا يمكنه إلا أن يكون متماسكا وموحدا وجامعا لجميع أبنائه، خاصة وأن الحزب قد عرف على امتداد مساره التاريخي الطويل تحديات كثيرة وتجاذبات عدة، استطاع دائما أن يخرج منها بتماسك أشد وعزيمة أقوى، ولم يحدث أبدا أن أدى الاختلاف في الرؤى إلى الانشقاق والقطيعة. تلك هي الرسالة التي يحملها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في لقائه مع المناضلين بالبليدة، تحدوه إرادة قوية في تحقيق المصالحة ووحدة الصف، ليس فقط من أجل الحزب، ولكن وقبل كل شيء، من أجل تطور الجزائر والحفاظ على استقرارها. ذلك أن حزب جبهة التحرير الوطني مطالب قبل غيره من القوى السياسية بالمبادرة وقيادة الحركية السياسية في البلاد باتجاه إنجاز المهام الوطنية، في كنف الهدوء والانسجام والأمن والاستقرار. ومن أجل الجزائر فليتنافس المتنافسون.