اختتم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني الندوات الجهوية الأربع أمس بالبليدة بعد إعلانه ترشيح بوتفليقة رئيس الحزب لعهدة رابعة، حيث تمكن سعداني من جمع إطارات ومناضلي الحزب وقدم توجيهات تقضي بإعادة توحيد الصفوف وعصرنة الحزب والاستعداد للاستحقاقات القادمة، كما أكد الأمين العام على ضرورة تطبيق الإصلاحات السياسية المعلنة من طرف الرئيس من أجل تعزيز المسار الديمقراطي والحفاظ على مكتسبات الشعب. وجه الأمين العام للأفلان رسائل وتوجيهات صريحة لإطارات ومناضلي الحزب خلال الندوات الجهوية الأربع التي أشرف عليها في كل من وهران، سطيف، ورقلة والبليدة، تهدف إلى إعادة اللحمة بين أبناء الحزب الواحد وتوحيد صفوف المناضلين ونبذ الفرقة والانشقاق، حيث استطاع الأمين العام جمع الشمل في هذه اللقاءات التي بدا مناضلو الحزب مقتنعين بالأفكار والبرنامج الجديد الذي أتى به عمار سعداني حيث اكتظت القاعات التي احتضنت هذه الندوات حضورا قويا ومكثفا لأبناء الحزب الواحد. وخلال الندوات الجهوية، حرص الأمين العام للأفلان على تعزيز ريادة الحزب في الساحة السياسية وتجنيد المناضلين وتوحيدهم تحسبا للاستحقاقات المقبلة، معلنا بذلك ترشيح رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، وقال سعداني بأن الدستور يسمح لرئيس الجمهورية بالترشح لعهدة رابعة، كما شدد على أن حصيلة الإنجازات الإيجابية التي حققها بوتفليقة منذ توليه سدة الحكم في 1999 تكفيه ليكون المرشح الوحيد الأفلان وأن اختياره لم يكن اعتباطيا بقدر ما حقق الرئيس إنجازات لا يمكن نكرانها في شتى الميادين والقطاعات الحيوية. ولم يغفل الأمين العام للأفلان دور الجيش الوطني الشعبي في الدفاع عن وحدة التراب الوطني والحفاظ على استمرارية رسالة أول نوفمبر وتعزيز ركائز الدولة، حيث أشاد بدور الرئيس في عصرنة المؤسسة العسكرية وتشكيل جيش مهني جمهوري يميل إلى خدمة الوطن وتعزيز الروح الوطنية. كما كشف سعداني عن برنامج الأفلان الذي يرتكز أساسا على عصرنة الحزب، حيث أشار إلى أن الأفلان لا يمكن له أن يبقى ذلك الجهل الجامد الذي يشبه قلعة عاجية سرية يديرها بيروقراطيو السياسة، مؤكدا ضرورة أن ينسجم الحزب مع القرن ورهاناته، وأن يتفتح نحو المواطن وأن ينفتح على العالم وأن يتفتح نحو العالم، وقد دعا سعداني إلى توحيد صفوف الحزب، معتبرا أن ما صنع قوة حزب جبهة التحرير الوطني في تاريخه الثوري المجيد كانت قدرته على توحيد عدة حركات سياسية ولم شملهم داخل جبهة من أجل مواجهة الأعداء، مذكرا بتغلبه على الاستعمار من خلال توحد أبناءه، مشددا على ضرورة إعادة إحياء هيئاته وأجهزته، حيث أشار إلى أن الأجهزة المركزية الهياكل المحلية وهيئات الحزب قد فقدت من حيويتها مقوضة كانت لمدة طويلة من قبل الانتقال الصعب إلى التعددية السياسية، مضيفا بأن توحيد الصفوف مسؤولية الجميع ويجب تصحيح هذه الأوضاع، مؤكدا أن المرحلة الحالية تستدعي توحد جميع الجهود والطاقات الحية من إطارات، مناضلين ومحبي الحزب للوصول بالجزائر إلى بر الأمان ومواصلة سلسلة النجاحات التي يقودها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وقد اعتبر أمين عام الأفلان أن واجب الحزب تجاه الشعب الجزائري يتجسد من خلال الحفاظ على هيبته، تثمين أفكاره، تأكيد ريادته على الساحة السياسية، تكثيف حضوره دوليا، معتبرا أن هدف الأفلان هو أن يندرج ضمن أثر سير السياسة الخارجية للجزائر التي يقودها دستوريا رئيس الدولة، بالدفع بأفكار سياسية الجزائر الدولية في المحافل الحزبية، واستمالة صياغة التقارير والقرارات إلى جهة مصالحنا، مثلما شدد على أن برنامج الأفلان يصبو إلى أن ينتسب إلى وأن يطبق الإصلاحات السياسية المعلنة من قبل رئيس الجمهورية بحذافيرها والساعية إلى تعزيز المسار الديمقراطي الوطني، وإلى المواصلة في طريق التطور الاجتماعي في جميع أشكاله، بتوسيع مبدأ تكافؤ الفرص للجميع والحفاظ على مكتسبات الشعب في هذا المجال، وإلى تنويع وتكثيف وعصرنة الاقتصاد.