بادر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني بزيارة خاصة إلى المنظمة الوطنية للمجاهدين، التقى خلالها أمينها العام السعيد عبادو، وقدم بمناسبة الذكرى 59 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة التهاني، باسمه الخاص ونيابة عن إطارات ومناضلي الحزب لكل المجاهدات والمجاهدين، الذين بفضل تضحياتهم الجليلة ووطنيتهم الخالصة استطاعت الجزائر أن تستعيد سيادتها الوطنية وكرامة مواطنيها في جزائر الاستقلال. هذه المبادرة الجديرة بالتنويه، ينبغي وضعها في إطارها الصحيح، من حيث أنها طبيعية جدا، في دوافعها ومراميها، فجبهة التحرير الوطني والمجاهدون عائلة واحدة، تلتقي في عديد المشتركات الأساسية، حتى وإن كان هناك مجاهدون ينتمون إلى تشكيلات سياسية أخرى، فذلك هو منطق التعددية السياسية، التي يؤمن حزب جبهة التحرير الوطني بها ويناضل من أجل تكريسها عمليا. وتكتسي الزيارة أبعادا خاصة، فهي تنم عن التقدير الكبير الذي يكنه حزب جبهة التحرير الوطني للمجاهدات والمجاهدين، مهما كانت رؤاهم الفكرية وميولهم السياسية، وسواء كانوا هنا أو هناك، فهم بالأساس مؤتمنون على استمرارية قيم نوفمبر، وفي هذه المسألة بالذات تبرز ''الرسالة المشتركة'' لنضالات جبهة التحرير الوطني والأسرة الثورية، من مجاهدين وأبناء شهداء وأبناء مجاهدين، حيث أن المنبع واحد وكذلك المصب واحد، وبالتالي فالأهداف واحدة. وبديهي جدا أن يكون الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني سباقا في ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة، ومبادرا بدعوة الأسرة الثورية إلى دعم هذا المسعى، وهذا لاعتبارات جوهرية، أولها: أن الرئيس بوتفليقة مجاهد، ومن الطبيعي أن يحظى بمساندة إخوانه المجاهدين وكل مكونات الأسرة الثورية، في خوض السباق الرئاسي الذي سيجرى في أفريل المقبل، ثانيا: إن الرئيس قد أثبت جدارته في موقعه، والإنجازات المسجلة منذ توليه رئاسة الدولة تجعله مؤهلا لدخول المعترك الانتخابي والرهان على ثقة الشعب. وحينما يضطلع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بمهمة الدعم والتأييد للرئيس بوتفليقة، فهو لا يرمي من وراء ذلك إلى تحقيق كسب شخصي له أو لحزبه، بل إنه يستند إلى موقف ثابت لا يعتريه التردد، دافعه الأساس هو المصلحة الوطنية وخدمة الجزائر، اقتناعا منه بأن المجاهد عبد العزيز بوتفليقة هو الأجدر بمواصلة المسيرة. هذه هي دلالات المبادرة وأهداف اللقاء، الذي يكتسي أهمية بالغة، يستمدها من المكانة التي يمثلها التنظيمان ليس فقط في الذاكرة الجماعية للجزائريين بل أيضا - وهذا هو الأساس اليوم - في وجدانهم وفي طموحات الأجيال الجديدة، المرتبطة بتاريخها، المتمسكة بهويتها، الوفية لنضالات الآباء والأجداد والمؤمنة بقدراتها على تجسيد رسالة نوفمبر في أبعادها المختلفة وإعلاء مجد الجزائر.