أكد بوعلام بوسماحة رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري بداية الأحد المقبل تهدف إلى مناقشة ملف مكافحة الإرهاب والتعبير عن رغبة واشنطن في أن تكون الجزائر من بين الدول المحورية في مكافحة هذه الظاهرة. حسب التصريحات التي أدلى بها أمس بوعلام بوسماحة خلال نزوله ضيفا على برنامج »ضيف الصباح« الذي تبثه القناة الإذاعية الأولى فإن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الجزائر تدخل في إطار مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن الجزائر رائدة في هذا المجال باعتراف الجميع وتريد الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تكون الجزائر من بين الدول المحورية في مكافحته، لاسيّما في ظلّ الوضع غير المستقرّ في منطقة الساحل التي تحاول بعض التنظيمات الإرهابية فرض هيمنها عليها على غرار شمال مالي. ومن المنتظر أن يترأس كاتب الدولة الأمريكي جون كيري خلال زيارته للجزائر مناصفة مع وزير الخارجية رمطان لعمامرة الاجتماع الثاني للحوار الاستراتيجي بين البلدين لدعم التعاون الوثيق بخصوص العديد من المسائل خاصة تلك المتعلقة بالسياسة والأمن ومكافحة الإرهاب حيث تراهن واشنطن مثلما يذهب إليه المتتبعون بشكل مباشر على الجزائر بالنظر لمواقفها ولتجربتها مع التنظيمات الإرهابية في التصدي لهذه الظاهرة في منطقة الساحل التي استغلت فيها بعض التنظيمات الإرهابية الإمكانيات المحدودة لبعض الدول الإفريقية وعدم قدرتها على المواجهة لتجعل منها قواعد خلفية لتنفيذ عملياتها الإجرامية العابرة للحدود خاصة اختطاف الرهائن ومطالبة الحكومات الغربية بفدية على غرار ما يجري في شمال مالي. وتجدر الإشارة إلى أن زيارة رئيس الدبلوماسية الأمريكية إلى الجزائر هي الأولى من نوعها منذ توليه حقيبة الشؤون الخارجية خلفا لهيلاري كلينتون كما تأتي بعد سنة تقريبا على الزيارة التي قامت بها كلينتون إلى الجزائر في أكتوبر الفارط، كما تحمل هذه الزيارة من وجهة نظر المتتبعين عدة دلالات سياسية بالنظر إلى السياق الذي تندرج فيه والذي يتميّز بالوضع غير المستقرّ في بعض دول الجوار وخاصة تونس وكذا المستجدات التي يعرفها الملف الصحراوي خاصة وأن الزيارة التي سيقوم بها كيري ستشمل أيضا الرباط التي سيطير إليها مباشرة من الجزائر. كما يرى البعض في زيارة كيري إلى الجزائر قبل توجهه إلى الرباط إشارة قوية عن تحولات Åالموقف الأمريكي من النزاع في الصحراء الغربية خاصة بعد التقرير الأخير للخارجية الأمريكية والذي تحدّث عن انتهاكات مغربية جسيمة لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية وهو التقرير الذي أثار حفيظة الرباط ووجهت له انتقادات لاذعة، فضلا عن أن زيارة كيري تأتي بعد أيام قليلة من الجولة التي قام بها المبعوث الأممي كريستوفر روس إلى المنطقة. وفي سياق آخر، يؤكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالغرفة البرلمانية السفلى بوعلام بوسماحة أن السياسة الجديدة للولايات المتحدةالأمريكية وكذا الإتحاد الأوروبي ترتكز على وضعية حقوق الإنسان في منطقة المغرب العربي بصفة عامة و القضية الصحراوية بصفة خاصة، أما فيما يخص اقتحام القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء المغربية ، قال المتحدث إن موقفي من موقف الجزائر والجزائريين ككل وهو طلب الاعتذار الرسمي من السلطات المغربية خاصة وأن الحادثة وقعت في يوم تاريخي وعظيم للجزائريين.