يحل بعد غد بالجزائر جون كيري كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالشؤون الخارجية حيث اختار كيري الجزائر كأولى محطات زيارته المغاربية. وحسب جينيفر باسكي الناطق الرسمي للدبلوماسية الأمريكية فإن كيري يترأس لقاء حول الحوار الإستراتيجي بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية وهو اللقاء الذي يأتي استمرارا للقاءات سابقة بين المسؤولين الأمريكيين والجزائريين عبر مختلف الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين منذ عقد من الزمن بالنظر للأهمية الكبيرة للجزائر عند الولاياتالمتحدةالأمريكية سواء على المستوى الإفريقي أو المغاربي وحتى العر بي والإسلامي خاصة في ظل الحراك الكبير الذي يشهده العالم العربي والإسلامي وكذا التوترات الأمنية الحاصلة في تونس وليبيا وانتهاء بالاستقرار المحكوم بخيط رفيع في مالي جراء ضعف الدولة المركزية وانتشار ظاهرة الإرهاب التي أضحت تهدد كامل المنطقة، وانتهاء بفرص التعاون الكبيرة المتاحة جزائريا بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية في مجالات عدة تعتبر بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية جد حيوية وهو ما يزعج كثيرا المغرب خاصة أن زيارة كيري الذي اختار المغرب كآخر محطة لجولته المغاربية في ظروف تشهد فيها العلاقات بين المغرب والجزائر أجواء مشحونة وصلت حد استدعاء الرباط لسفيرها في الجزائر وإعلان الجزائر الاحتفاظ بسفيرها في الرباط قبل أن ترتفع حدة هذه التوترات من مجرد ملاسنات الى الاعتداء على القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء، بعدما كانت مقتصرة على الاحتجاج المغربي أمام السفارة الجزائرية في الرباط. وهي التطورات التي يرتقب أن تحرك الجانب الجزائري للرد على هذا الاعتداء بالطرق الدبلوماسية المعهودة لدى الجانب الجزائري والمحكومة بضبط النفس واللجوء الى القنوات الدبلوماسية المتعارف عليها دوليا. ويبدو حسب المراقبين أن الحرج المغربي يكمن بالذات في زيارة المسؤول الأمريكي للجزائر أولا وانتهاء بالمغرب خاصة أن ذات المسؤول لا يخفي قناعاته بضرورة الذهاب بملف الصحراء الغربية المسجل في الأممالمتحدة كحالة تصفية استعمار الى مداه، وهو ما يزعج كثيرا الرباط التي تحاول حسب بعض القراءات افتعال أزمة للاحتجاج ضمنيا لدى واشنطن على مواقف كيري الذي لا يخفي تعاطفه مع الصحراء الغربية خلافا لسابقته هيلاري كلينتون ثم محاولة الزج بالجزائر في قضية الصحراء الغربية من خلال التسويق الدبلوماسي بأن الجزائر طرف في النزاع، وهو الأمر الذي لا يستند الى أي أساس قانوني وسياسي ولا يجد له ظلا في الواقع الدبلوماسي، خاصة أن الواقع يثبت أن الأراضي الصحرواية مسجلة على القائمة الأممية منذ 63 على أساس أنها من الأراضي غير المحررة وأن هذه الأخيرة لا يتنسنى لها التحرر إلا باللجوء إلى آلية تقرير المصير، وهو المبدأ الأممي المتعارف عليه والمعترف به حتى من قبل المغرب. ليبقى التساؤل المحرج والملح: ما طبيعة وما تكييف الوجود المغربي في الأراضي الصحراوية وما يحدث في هذا الإقليم من تجاوزات لحقوق الإنسان حركت الجزائر لتدعو في قمة أبوجا إلى احترامها انسجاما مع آخر توصيات الأمين العام للأمم المتحدة الذي شدد على حياد وموضوعية مراقبة حقوق الإنسان في إقليم الصحراء الغربية.