أجمع أمس، عدد من الخبراء والمختصين أن الجزائر واعية بأن أمنها مرهون بضمان حدودها، حيث تناولوا التهديدات المتنامية على طول حدودنا المترامية في ظل الانفلات الأمني في أكثر من بلد مجاور وعجز بعض الحكومات في السيطرة على أوضاعها الداخلية، وخطر انتشار السلاح وهو الوضع الذي دفعهم إلى التأكيد على أن الجزائر تحمل عبئا ثقيلا بعدد الدول المجاورة التي تشهد عدم الاستقرار. أكد خبراء وختصون أن الجزائر وإن كانت قد تغلبت على ظاهرة الإرهاب داخليا إلا أن التهديدات باتت اليوم كبيرة على طول الحدود الجزائرية التي تجمعها بسبع دول معظمها يعاني من تدهور وضعها الأمني في ظل الانفلات الأمني المتنامي في أكثر من بلد مجاور وعجز بعض الحكومات في السيطرة على أوضاعها الداخلية، كما زاد انتشار السلاح في تعميق هذه المخاطر، »ما جعل كل المنطقة مهددة وليس فقط الجزائر وحدها«. وفي هذا الصدد، أكد الأستاذ بالمدرسة الوطنية للعلوم السياسية، زهير بوعمامة، في تدخله صمن البرنامج الأسبوعي المشترك »باريس- الجزائر مباشر« ، على أمواج إذاعة الجزائر الدولية وإذاعة »مونتي كارلو« الدولية المخصص أمس لموضوع قضية حدود الجزائر الملتهبة بفعل الإرهاب والهجرة غير الشرعية أنه لا يمكن لأي دولة الآن في ظل تطورات العالم الجديد أن تحقق أمنها بمجرد تأمين إقليمها، موضحا بالقول » في هذا العصر المتحول أصبح أمن الدول بشكل عام ومنها الجزائر يتأثر بما يحدث في الفضاءات الجيوسياسية وكذا تنامي دور الفواعل غير دولاتية في الحركيات الأمنية«. وقال بوعمامة ضمن نفس السياق »إن الحلقة الأمنية الإفريقية في الساحل تحديدا والحلقة المغاربية هي التي لازالت تؤثر بشكل كبير جدا على إدراكات الجزائر لسلوكها الأمني«، مشيرا في هذا السياق إلى أن »الوعاء الجيو سياسي للجزائر يفرض عليها الكثير من الأمور ومن حق كل الدول أن تصنع لنفسها ترتيبات أمنية لضمان حدودها«، مذكرا بمبدأ الجزائر القائم على عدم التدخل في شؤون الآخرين. من جانبه، اعتبر الأستاذ الجامعي عادل لطيفي، من إذاعة »مونتي كارلو« الدولية بباريس، في رده على سؤال حول ما إذا زادت الحرب في شمال مالي والأوضاع في ليبيا في تأزيم الوضع على الحدود الجزائرية، أن هناك ظروف موضوعية تعود إلى فترة سابقة مع نهاية الثمانينينات وبداية التسعينات، إضافة إلى الظرف الحالي المرتبط بطبيعة التحولات التي تشهدها المنطقة والذي ساهم في ذلك، مضيفا أنه »لا يمكن أن نتكلم عن أمن دولة بمعزل عن دول الجوار«. وبحسب الأستاذ لطيفي فإن الاستقرار السياسي في الجزائر مرده »قوة المؤسسة العسكرية والقدرات المالية للجزائر باعتبارها قوة اقتصادية كبيرة«.كما أكد من جهة أخرى أن الجزائر واعية أن أمن المنطقة هو أمنها مدعما هذا الطرح بالإشارة إلى تصريحات وزراء في الحكومة، مضيفا أن الجزائر وفي ظل كل هذه المعطيات »تحمل عبئا ثقيلا بعدد الدول المجاورة التي تشهد عدم الاستقرار كتونس نسبيا وليبيا ومالي وغيرها من الدول من الدول الجاورة«.