تحتضن ولاية البليدة فعاليات المهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية العروبي في طبعته الثالثة، دورة الفنان الراحل زدحمان بن عاشورس بمشاركة 07 جمعيات من ولاية البليدة فضلا عن مشاركة جمعيات موسيقية أخرى من مختلف ولايات الوطن وفنانين معروفين في أداء هذا اللون الغنائي، منهم الفنان سيدي علي بن قرقورة وفريد خوجة من البليدة والفنان عباس ريغي من تلمسان والفنانة حسنية من قسنطينة وآخرون. وأوضح أحمد عياش محافظ مهرجان الأغنية العروبي ومدير الثقافة للولاية خلال نزوله ضيفا على منتدى الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة أن كل التحضيرات قد ضبطت لإنجاح هذه التفاعلة التي تحتضنها الولاية للمرة الثالثة بقاعة المؤتمرات والتي تدوم إلى غاية31 ديسمبر، موضحا بأن هذا المهرجان عرف أول انطلاقة له العام2009 وتم ترسيمه من قبل وزارة الثقافة سنة2011 والذي بدأ يرتقي إلى الطابع الوطني بعدما كان محليا بفضل مشاركة ولايات عديدة من الوطن، مضيفا بأنه إلى جانب سهرات هذه التظاهرة الفنية سيتم تكريم عدد من عمالقة فن العروبي حيث سيتم تكريم عائلة الفنان الراحل دحمان بن عاشور وتكريم الفنان يحي برازي والفنان محمد خزناجي، كما سيتم عرض شريط مصور يتناول المسيرة الفنية للراحل دحمان بن عاشور إلى جانب إلقاء محاضرات على هامش المهرجان ينشطها باحثون مختصون في فن العروبي. كما تم التركيز خلال هذه الطبعة على مشاركة كافة ولايات الوطن التي تتواجد فيها جمعيات موسيقية تؤدي هذا اللون الغنائي، كما اشترط على الفنانين المشاركين في التظاهرة أداء الغناء العروبي وهو ما جعل الكثير منهم يتوجهون لغنائه ليصبح ذلك مكسبا كبيرا -قال أحمد عياش- وعن سبب اختيار هذه الفترة لتنظيم التفاعلة قال المحافظ بأنها كانت مقصودة كونها تتزامن مع فترة العطلة المدرسية وهو ما سيسمح بتوافد أعداد كبيرة من العائلات لحضوره وكذا احتضان هذا المهرجان في فترة تقريبا انتهت فيها المهرجانات الوطنية الأخرى الأمر الذي سيمكن من أخذ صدى إعلامي كبير ومن جهة ثانية، أوضح المكلف بالإعلام لدى محافظة مهرجان العروبي بالبليدة والباحث في هذا اللون الفني محمد بلعربي أن هذا الفن هو نوع مشتق من الموسيقى الأندلسية ويتضمن نصوص زجل، شعر ملحون، مفيدا بأن جميع الأغاني المؤدات في هذا اللون هي أغان صوفية محضة، وعن تاريخ نشأة هذا الفن قال محمد العربي أنه نشأ في القرن الثامن والتاسع عشر ويختلف هذا اللون الغنائي في الإيقاع وهو شبيه بالفن الحوزي أدخله إلى ولاية البليدة الفنان الراحل قدورة ولد سيدي سعيد المتوفي سنة1931وهومن الجزائر العاصمة الذي كان ذو مستوى ثقافي عال وكان يتشغل في القضاء، لما جاء إليها لأخذ فترة نقاهة من مرض كان يعاني منه بنصيحة من طبيبه الذي أوصاه بالإبتعاد عن جو البحر والإستقرار في منطقة بعيدة عنه، وكان هذا الفنان من أحسن العزفين في جوق يامنة بنت حاج مهدي مشيرا إلى بعض الشعراء المشهورين في هذا الطابع من بينهم محمد بن شاهد ومصطفى بلكباطي ومن بين الشعراء الذين تغنوا بالعروبي في القرن التاسع عشر الشاعر الأندلسي المعتمد بن شجاع ومن أشهر قصائدهسدمعي جريس.