لم تتسع قاعة دار الثقافة لولاية سيدي بلعباس للحضور القوي والكثيف لمنتخبي وإطارات الأفلان لولايات الغرب والجنوب الغربي الذين حضروا اللقاء الذي أشرف عليه عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الذي جدد في كلمته موقف الأفلان الداعم للرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة. وأكد سعداني خلال هذا اللقاء الذي حضره أعضاء اللجنة المركزية ومنتخبو المجالس المحلية وأعضاء البرلمان بغرفتيه أن »موقفنا الداعم للرئيس عبد العزيز بوتفليقة موقف ثابت نلتزم به من أجل مصلحة الجزائر«، موضحا بأنه يجب مواصلة هذا الدعم والتأييد لأنه يفرض نفسه، بالنظر إلى حصيلة الرئيس منذ توليه رئاسة البلاد سنة 1999 وهي حصيلة إيجابية في جميع الميادين السياسية والاجتماعية والثقافية كما قال سعداني في ذات السياق، أوضح الأمين العام أن الأفلان يؤيد مبدأ ضمان الاستمرارية لمشاريع البناء والتعمير والإصلاح من أجل تحقيق طموحات المواطن في حياة أفضل يطبعها تجسيد الأمل والاستقرار وترقية المستوى الاقتصادي والاجتماعي ومواصلة ترسيخ الإصلاحات المؤسساتية وأكد سعداني أن الأفلان باعتباره القوة السياسية الأولى في البلاد له من الصراحة والشجاعة في دعم موقفه بكل حرية، فيما يؤمن به ويراه صائبا من أجل خدمة البلاد وبناء الدولة الحديثة التي تقود شعبنا إلى عدالة قوية وطبقة سياسية مولدة للأفكار والبرامج، وصحافة حرة وحكومة فعالة على حد قوله من جهة أخرى شدد سعداني في كلمته على ضرورة أن يسترجع الأفلان حقه وحق مناضليه في ممارسة الحكم باعتباره صاحب الأغلبية، حيث أكد في هذا الخصوص بأن عهد التحالفات قد انتهى، مؤكدا بأن جبهة التحرير الوطني هي القاطرة ولا يمكن أن يحكم البلاد آخر من غير الأفلان مادام صاحبة الأغلبية وفي موضوع آخر، دعا الأمين العام للأفلان إلى الإسراع في تعديل الدستور قبل الرئاسيات المقبلة بغية وضع الأسس القوية لدولة الحق والقانون، مؤكدا رغبة الأفلان في بناء دولة حديثة وديمقراطية معززة بالفصل بين السلطات، موضحا بأن الأفلان يريد في هذا المسعى تمكين البلاد من دستور يحصن الدولة من كل الهزات ويساهم في ترشيد الحياة السياسية وتفعيل المؤسسات وضمان استمراريتها في ممارسة مهمتها الدستورية وفي نفس السياق أكد سعداني بأن مطالب تأجيل تعديل الدستور إلى ما بعد رئاسيات 2014 له مغزى سياسي يريد أصحابه قطع الطريق أمام الرئيس بوتفليقة للترشح لعهدة رابعة، موضحا بأن كل الأحزاب قد شاركت في لجنة الحوار حول تعديل الدستور، حيث أكد بأن هؤلاء كانوا في طليعة الأحزاب المطالبين بتعديل الدستور في تلك المرحلة ومن جهة أخرى تطرق الأمين العام للأفلان إلى موضوع اللقاء حول المنتخبين، حيث أكد بأن الأفلان حريص على متابعة نشاط منتخبيه ومعرفة أوضاعهم والتواصل الدائم معهم من أجل مدهم بالسند المعنوي والمعرفي وتحسيسهم بالمسؤولية المنوطة بهم خاصة في علاقتهم بالمحيط والإدارة ومن المنطلق نفسه أعطى سعداني توجيهات عامة لمنتخبيه على كل المستويات ليؤكد بأن الأفلان يدرك الظروف الصعبة التي يعمل فيها المنتخبون ويقدر حجم المجهودات المبذولة لتسيير شؤون المواطنين والإسهام الجاد في الاستقرار والتنمية وتجسيد برنامج رئيس الجمهورية في تعزيز الديمقراطية وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لاواعتبر الرجل الأول في الأفلان بأن المجالس تعد عاملا أساسيا في تحقيق طموحات المواطن في الترقية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، موضحا بأنها الإطار الأمثل لمعالجة قضايا المواطن ودراستها وفق تصورات مختلفة، مؤكدا في هذا الخصوص أن المجالس الشعبية مطالبة بتحمل المسؤولية وممارسة الصلاحيات المخولة لها قانونيا بعيدا عن الصراعات الهامشية مع الإدارة أو غيرها وبعيدا عن الانشغال بقضايا ظرفية لا علاقة لها بدور المجالس وفي موضوع متصل أكد سعداني بأن المجالس مطالبة بتعزيز الاتصال والاحتكاك بالمواطنين للإطلاع على مشاكلهم الحقيقية والعمل مع كل الجهات المعنية لإيجاد الحلول الملائمة لها، مؤكدا ضرورة إشراك النقابات والتنظيمات المهنية والمجتمع المدني في الجهود التي تستهدف تحسين الوضع الاجتماعي لكافة المواطنين ولم يفوت سعداني الفرصة ليؤكد بأن العمل المستقبلي يتطلب تظافر الجهود، استعدادا للموعد الحاسم وهو رئاسيات 2014 التي تتطلب تجنيدا أكبر وتحركا أوسع بمشاركة الجميع وخاصة المواطنين الذين لا يزالون في غالبيتهم يعلقون أمالا كبيرة على رئيس الجمهورية في تحقيق طموحاتهم وأمالهم، ليشدد بأنه »لا مجال للحظ في الانتخابات، لذا يجب على الجميع العمل حسب موقع كل مناضل ومناضلة خاصة في الشرح والتحسيس والإقناع«. جدير بالإشارة، أن منتخبي وإطارات الحزب ومناضليه الحاضرين في الندوة، وجهوا تحية إكبار وإجلال للرئيس هواري بومدين بمناسبة الذكرى ال 35 Gلوفاته، حيث وقف الجميع دقيقة صمت وقرئت فاتحة الكتاب ترحما على الرئيس الراحل.