يتوج اليوم حزب جبهة التحرير الوطني سلسلة الندوات الجهوية التي جابت من خلالها قيادة الحزب عديد الولايات من شرق البلاد إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها بندوة وطنية بالقاعة البيضاوية بالعاصمة لشرح قرارات الدورة الأخيرة للجنة المركزية والإعلان عن خيارات الأفلان ومواقفه من مستجدات الساحة السياسية الوطنية ولاسيّما الاستحقاق الرئاسي المرتقب أفريل المقبل. يكتسي لقاء اليوم الذي سيحتضنه مركب 5جويلية بالعاصمة ويحضره ما يزيد عن 10 آلاف مشارك من إطارات الحزب ومناضليه ومنتخبيه المحلّيين والوطنيين أهمية خاصة، أولا كون الندوة تأتي تتويجا لسلسلة من الندوات الجهوية التي بادرت بها قيادة الأفلان عقب تجاوز أزمة شغور منصب الأمين العام في دورة اللجنة المركزية المنعقدة في 29 أوت الفارط، والتي حرص خلالها عمار سعداني بعد انتخابه على رأس قيادة الحزب على الاجتماع بالمناضلين وإطارات الحزب في تجمعات جاب من خلالها عدة ولايات لشرح قرارات الحزب وتوجهاته ومواقفه لطي أزمة اللجنة المركزية بشكل نهائي ومنع امتدادها إلى قواعد الحزب. وإلى جانب ما تحمله ندوة اليوم من رهانات بالنسبة للشأن الحزبي الداخلي في مقدمتها رهان الطي النهائي للأزمة التي شتت صفوف الأفلان لأشهر فإنها في الوقت نفسه تحمل عدة رسائل سياسية إلى الحلفاء والخصوم على حد سواء حيث يعتبر بعض المتتبعين للشأن الوطني اللقاء بمثابة استعراض للقوة من قبل الحزب العتيد عشية الاستحقاق الرئاسي، لأن حشد 10 آلاف مشارك في نشاط حزبي هو أقرب إلى المؤتمر منه إلى ندوة وطنية، وهو ما سيدفع الكثيرين في الداخل والخارج إلى ترقب ما سيقوله الأمين العام لحزب الأغلبية قبل أيام معدودات من استدعاء الهيئة الناخبة، عن مرشح الحزب لهذا الاستحقاق الانتخابي وربّما بعض التفاصيل عن موعد الإعلان الرسمي عن هذا الترشح فضلا عن مواقف قيادة الحزب من مستجدات الساحة السياسية الوطنية. ومعلوم أن عمار سعداني وفي كل تصريحاته وخرجاته الإعلامية كان أعلن عن دعم الأفلان وترشيحه لرئيسه الشرفي عبد العزيز بوتفليقة لهذا الاستحقاق الانتخابي وهو المسعى الذي أيّده ودعمه عدد من الشركاء السياسيين للأفلان وحلفائه على غرار التجمع الوطني الديمقراطي وحزب تاج والحركة الشعبية الجزائرية إلى جانب بعض التنظيمات المهنية وجمعيات المجتمع المدني.