تطرقت بعض الصحف الجزائرية إلى مشكلة حقيقية، فهي ليست مشكلة سياسية أو مشكلة أمنية أو اقتصادية.. لكنها مشكلة خطيرة على تلاميذنا .. فبعد مشكلة » الطابلية الزرقاء « جاءت مشكلة المحفظة الثقيلة التي تهدد أبنائنا بالإصابة ببعج الفقرات. التقيت به صباحا خارجا من العمارة وهو يحمل محفظة ابنه الذي يدرس في السنة الثالثة ابتدائي وهو يدمدم، صبّحته بالخير وقلت له : ماذا دهاك حتى تكلم نفسك ؟ فأجاب : إنني ألعن الإصلاحات التي جعلتني أحمل محفظة ابني بصعوبة، فهي تزن ما لا يقل عن 15 كلغ. فقلت له وماذا يوجد في المحفظة حتى تزن كل هذا الوزن ؟ فأعطيته الفرصة للشرح بعد أن وضع محرك السيارة في الدوران. قال لي : إن تلاميذ السنة الثالثة يدرسون اللغة العربية وبها كتابان، والرياضيات، والتكنولوجيا، والفرنسية، والتاريخ، والتربية الإسلامية .. وعدد لي تسعة كتب كاملة. وأضاف قائلا : كل مادة لها كراس يقابلها، فضلا عن كراس المنزل، والمقلمة واللوحة. ويضاف إلى ذلك كله » اللومجة وحتى ساندويتش وقارورة ماء وعصير« . فقلت له حتى الساندويتش .. ألم تقل الوزارة بأن كل مدرسة يوجد بها مطعم ، فرد علي نعم لقد قالت ذلك .. لكن المطعم المدرسي لم يفتح بعد، وربما سيطول فتحه يا سيدي .. توجهت إليه من جديد وقلت له : إذن لا تترك ابنك يأخذ كل الكتب والكراريس حتى يخف وزن المحفظة. فلم يتمالك نفسه حتى أخرج إلي جدول التوقيت .. كل الأدوات يجب إحضارها فعلا. فقلت له : ليأخذ إبنك إذن كتب الفترة الصباحية وفي المساء يأخذ الأدوات المسائية .. فقال لي إن إبنه مثله تماما يخرج في الصباح ولا يعود إلا في المساء .. ظروف فرضتها ظروف الشغل .. رجعت إليه ثانية وقلت له .. الحل إذن يكمن في شراء محفظة ذات عجلات .. يجرها التلميذ ، أو يدفعها أمامه مثل » النقالة « بدل حملها. فقال لي لقد منعوهم في السنة الماضية بسبب الضجة التي تثيرها العجلات في ساحة المدرسة. لم يترك شيئا أتحجج به .. فتلاميذ الإصلاحات .. سوف يصبحون رجالا وربما علماء .. لكن بأظهر مقوسة .. ربي يستر ..