قال الأستاذ حسين خلدون، عضو اللجنة المركزية في حزب جبهة التحرير الوطني وبرلماني سابق، إن رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي وجهها بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، جاءت لتقديم ضمانات قبيل إجراء الاستحقاقات المقبلة في كل شفافية، حيث تكون الكلمة الفصل فيها للشعب، كما فصل الرئيس من خلال هذه الرسالة في الجدل الإعلامي والسياسي الذي استغلته بعض الأطراف lph;g, ضرب استقرار الجزائر بالترويج لوجود صراعات بين مؤسسات الجمهورية. بالنسبة لحسين خلدون، فإن رسالة رئيس الجمهورية التي تزامنت مع اليوم الوطني للشهيد كانت واضحة كل الوضوح، وقد استهل خلدون حديثه عن مضمون هذه الرسالة بالتأكيد أنه في أدبيات حزب جبهة التحرير الوطني تعتبر المؤسسة العسكرية أهم ركائز الجبهة وتعد من ضمن أدوات النضال، ذلك أن الجيش إلى وقت قريب كان كل فرد فيه من جندي بسيط إلى ضابط سامي يعد مناضلا بقوة القانون دون الحاجة إلى بطاقة انخراط، بدليل انه قبل التعددية كان أفراد الجيش الوطني الشعبي، زملاء في القيادة الحزبية، أما بعد تاريخ التعددية فقد تم تحديد دور الجيش في المهمة العسكرية التي كرسها الدستور وهي الدفاع عن الوطن.وعن أبعاد الرسالة، فيرى خلدون، أن الكلمة المفتاح فيها هي، إعادة الأمور إلى نصابها، وفي هذا الصدد، أوضح أن الرسالة جاءت بعد الجدل الإعلامي والسياسي الذي دار خلال الأسابيع الماضية حول وجود أزمة أو صراع بين مؤسسات الدولة، والذي تم استغلاله بخبث بهدف ضرب استقرار الجزائر عن طريق التشكيك الخبيث أو غير البريء في أهم مؤسساتها. وعليه يقول المتحدث، فإن رسالة الرئيس تؤسس إلى توفير جو من الهدوء والطمأنينة لضمان إجراء الاستحقاقات الرئاسية المقبلة بكل شفافية، تكون الكلمة الفصل فيها للشعب دون سواه، لاختيار الأنسب لقيادته، على أن تكون البرامج هي الحكم في الاختيار وليس الحديث عن الصراعات الوهمية بين مؤسسات الدولة. وأضاف المتحدث، أن رسالة الرئيس أسست كذلك إلى ضرورة التفكير في ترقية أداء المؤسسات الأمنية في الدولة إلى مستوى تحديد هذه المهمة في المراجعة الدستورية القادمة على غرار عديد من الدول المتقدمة، حيث انه من حق الشعب أن يفتخر بأجهزته الأمنية كما تفعل أمريكا وغيرها من الدول، ويتوفر بذلك على جهاز أمني مهمته مدسترة لتجعل من مسألة الأمن القومي أمرا واضحا في الدستور.وعن عبارة قراءة ماكرة وغير موضوعية، أكد خلدون، أن الرئيس أراد بهذه العبارة تذكير الشعب الجزائري بان الجزائر مستهدفة، كما استهدفت جبهة التحرير الوطني في الثمانينات لضرب استقرار الجزائر، ها هي اليوم تستهدف عن طريق ضرب مؤسسات الدولة، خاصة وان الجزائر استطاعت أن تتجاوز كل الأزمات والعقبات في ظل الظروف الإقليمية الراهنة، وبالتالي فرسالة الرئيس جاءت للفت انتباه الجزائريين ويوقظ الوعي الوطني لديهم بما يحوم من مخاطر حول هذا الوطن. وفي رده عن سؤال خاص بالأشخاص الذين كانوا معنيين بخطاب الرئيس عندكما تحدث عن المسؤوليات، قال خلدون، المقصود في تصوري، ليس شخصا أو جهة معينة، بل عدة شخصيات سياسية وغير سياسية، وقد تكون أشخاص من داخل أو خارج الوطن، فرئيس الجمهورية أراد أن يحتوي من خلال توجيه هذه الرسالة التي تضمنت تعليمات صارمة وتحذير، الجدل القائم وذلك للكف من هذا الجدل خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.وعليه، يقول خلدون »إن بوتفليقة بهذه الرسالة يكون قد تحمل مسؤولياته الدستورية بشجاعة بصفته وزير الدفاع، قائد القوات المسلحة، وذلك بحماية وحدة المؤسسات وتماسك أدائها من خلال العودة إلى التشاور فيما بينها وهذا ما يؤكد مرة أخرى عدم وجود أي انسداد أو صراع بين مؤسسات الجمهورية كما أرادت بعض الجهات أن تروج له لضرب أمن واستقرار الجزائر«.