أكد عبد الرحمان بلعياط منسق المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني أمس، في لقاء لمناضلي محافظة تيبازة بقسمة بوسماعيل، أن الظروف والوقت لم يحنا بعد من أجل عقد دورة لانتخاب أمين عام جديد. وأوضح بلعياط أن التجمع يندرج في إطار التواصل المؤسساتي بكل شفافية من أجل مناقشة الأوضاع الداخلية للحزب والظرف السياسي الداخلي والخارجي الذي تمر به البلاد رفقة مناضلي الحزب في شتى ربوع الوطن على اعتبار أنه الحزب الحاكم في البلاد ومن ثمة عليه مسؤولية كبيرة يجب تحملها. في هذا السياق جدد بلعياط، الذي كان مرفوقا بعضوي المكتب السياسي عبد الحميد سي عفيف وعبد القادر زحالي، إلى جانب الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء الطيب الهواري، أنه بالإمكان عقد دورة طارئة في أي وقت وانتخاب أمين عام جديد، لكن كما قال »إن المسؤولية التي على عاتق الأفلان جعلتنا نعمل على تقريب الرؤى ما بين أعضاء اللجنة المركزية وتذليل الخلافات وتجاوز الحساسيات«، مشيرا إلى أن الحزب يعرف انسجاما أكثر من أي وقت مضى. وأكد بلعياط أن الأفلان هو الحزب الوحيد الذي يقوم بالتواصل المؤسساتي ويتواصل مع مناضليه ووسائل الإعلام بشفافية وبديمقراطية، مشددا على أنه أول حزب يحترم أدوات الديمقراطية ولم يحد عن الطريق التي رسمها للشعب، مشيرا من جهة أخرى إلى أن الحزب ورئيس الجمهورية ومن خلال الأغلبية في مختلف المجالس المنتخبة هم السلطة الديمقراطية. وأوضح بلعياط أن العديد من التنظيمات السياسية دخلت الساحة السياسية دون رصيد أو منهجية، مؤكدا أن الأفلان هو الحزب الوحيد الذي يقوم بالتواصل المؤسساتي بأتم معنى الكلمة، مضيفا بأن هذا التواصل مستمر مع المناضلين ووسائل الإعلام والذي ليس له مثيل في المؤسسات الأخرى. واعتبر منسق المكتب السياسي للأفلان أن الحياة السياسية واضحة بالنسبة للحزب، مشيرا إلى أن قيادة الأفلان لن تخفي شيئا وهي تتعامل بشفافية تامة »والدليل على ذلك الحديث عن انتخاب أمين عام بشفافية وبصراحة«، مضيفا أنه كان بالإمكان انتخاب أمين عام في الفاتح من فيفري الماضي أي بعد يوم من سحب الثقة من الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، لكن الظروف حالت دون ذلك. وأكد بلعياط أن الأفلان هو حزب الأغلبية ورئيس الجمهورية هو رئيس الحزب، متسائلا »هل عندنا الحق أن نخفي هذه الأمور؟« رغم أن الاختلاف موجود داخل اللجنة المركزية، مؤكدا أن الحزب موحد من الخلية إلى المكتب السياسي، مشددا على أن الأفلان لا يخفي شيئا كونه سير الثورة وسير الجزائر وقدم نتائج باهرة ويشهد الجميع بذلك. وشدد بلعياط على أن الأفلان يحترم أدوات الديمقراطية ولم يحد يوما عن الطريق التي رسمها لنفسه وحددها لعلاقته مع الشعب، حيث اعتبر أن الأفلان ومن خلال رئيس الجمهورية الذي هو رئيس الحزب وكذا الأغلبية التي يمتلكها في الحكومة وفي المجالس المنتخبة هم السلطة الديمقراطية. على صعيد آخر، أكد بلعياط أنه من حق رئيس الجمهورية العلاج في أي مكان وله كل الوقت للمعالجة وقضاء فترة نقاهة، وأضاف قائلا »نحن نحترم حقوقه في المعالجة والنقاهة«، كما رد على من أسماهم ب »المبتدئين« في السياسة الذين يرددون بأن الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس الأركان قايد صالح قد تحدثا مع رئيس الجمهورية عن أمور سرية في مؤسسة عسكرية لبلد أجنبي، قائلا »نعرف جيدا أين نناقش الأمور السرية«. وأمام مناضلي الحزب، قال بلعياط إذا كان رئيس الجمهورية بصحة جيدة وأراد الترشح لعهدة رابعة »فنحن معه«، مضيفا أنه في حال عدم ترشحه فإن الأفلان لديه الكفاءات وقادر على تشكيل الحكومات والرؤساء، ومادام للحزب السلطة الديمقراطية فإن الأفلان هو من يختار الرئيس المقبل لا غيره، مشددا على أن الأفلان لن يترك الساحة السياسية فارغة. وفيما يتعلق بتفعيل المادة 88 من الدستور وإعلان فترة انتقالية، شدد بلعياط على أن هذا ظلم وإجحاف في حق رئيس الجمهورية، مضيفا بأن لرئيس الجمهورية صلاحياته وشرعيته وحزبه » ومن الذي يقرر بعجز الرئيس؟«، مؤكدا أن قضية المادة 88 من الدستور عندها توقيت سياسي تحدده المؤسسات الرسمية والشرعية، معتبرا أن موعد 2014 لم يحن بعد، واستطرد قائلا »لسنا مغفلين حتى يفرضوا علينا أجندتهم«، في إشارة إلى الحراك الذي تشهده المنطقة، نتيجة ما يسمى »الربيع العربي«. كما أكد بلعياط أن الأمور السياسية والنظامية مضبوطة، حيث سينظم الحزب لقاءات في كل من مستغانم وعين تيموشنت قريبا، ملمحا إلى الإعلام الأجنبي الذي يحاول في كل مرة تضليل الرأي العام، مشيرا إلى أن هذه التضليلات تواجه من طرف وسائل الإعلام الجزائرية. سي عفيف يدعو إلى أخلقة العمل السياسي شدد عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني على أن الأفلان لن يترك الساحة السياسية ل»الحزيبات« التي تتكلم باسم المواطنين، مؤكدا أن الأفلان هو الحزب الوحيد الذي له الحق وله الشرعية السياسية للحديث في كل الأحداث السياسية، وتساءل سي عفيف قائلا »من كلف هذه الحزيبات بالحديث عن مصير الجزائر؟ هل زكاها الشعب؟«، داعيا إلى أخلقة العمل السياسي والابتعاد عن الممارسات غير المشرفة. اعتبر عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة العلاقات الخارجية والجالية بالمهجر بالأفلان خلال اللقاء الذي أشرف عليه أعضاء المكتب السياسي مع مناضلي الحزب ببوسماعيل أن الجزائر مقبلة على مرحلة مهمة وهي الانتخابات الرئاسية، وأكد سي عفيف أنه مهما كانت الظروف الداخلية للأفلان إلا أنه لا يبرر صوت الحزب على الساحة السياسية وترك المجال لمن وصفهم ب»الحزيبات« التي تتكلم باسم المواطنين وكأنها هي من زكاها الشعب في الانتخابات الماضية. وأوضح سي عفيف أن حزب جبهة التحرير الوطني هو الحزب الوحيد الذي له الحق وله الشرعية السياسية ويبدي رأيه في كل الأحداث السياسية، حيث تعجب من الذين كلفوا أنفسهم أوصياء على الجزائر والحديث عن مصير الجزائر. وفيما يتعلق بشؤون الحزب، قال سي عفيف أنه إلى غاية انعقاد دورة طارئة لانتخاب أمين عام جديد سيكون هناك تجديد في الأفلان والقضاء على الممارسات التي لا تشرف الحزب، مشيرا إلى وجود مسؤولية كبيرة يجب تحملتها قيادة الحزب من خلال الخروج بدون خول أمام الشعب وتحملتها أيضا في الكتلة البرلمانية للأفلان من أجل أخلقة العمل السياسي، مضيفا بأن المكتب السياسي يعمل في ظروف شرعية وطبقا لقوانين الحزب، مؤكدا أن قيادة الحزب تسعى على تقريب وجهات النظر لتجاوز الخلافات وإعادة بناء الحزب على أساس المناضلين الحقيقيين لا الدخلاء على الأفلان. واعترف سي عفيف بوجود دخلاء على الحزب الذين يحاولون الوصول إلى مواقع المسؤولية، مشددا على أن النضال هو الذي يجمع بين أبناء الحزب وليس المصالح الشخصية، حيث أشار إلى أنه كان في السابق خطر محدق به ولكن مع تحمل المسؤوليات عادت الأغلبية إلى الاتجاه الصحيح، مضيفا بأن الشعب كلف الأفلان وأعطاه المسؤولية وعلى رجال الحزب تحمل هذه المسؤولية. وذكر سي عفيف بتكالب »الحزيبات« ومحاولتهم جر الأفلان إلى المتحف قائلا »إن الأفلان له مسؤولية تاريخية وسياسية«، مشددا على أن الأفلان هو صمام الأمان وهو ما أكدته المنظمات الدولية من بينها الأممية الاشتراكية التي وافقت على انضمام الأفلان كعضو دائم في هذا التنظيم أو من خلال مجلس الأحزاب الإفريقية الحاكمة الذي فاز فيه الأفلان بنيابة رئيس المجلس وهو المنصب الذي يشغله سي عفيف. كما أكد ذات المتحدث بأن الأفلان يؤمن بالديمقراطية »لكن أن تبعدن من الساحة السياسة فهذا أمر غير مقبول ومرفوض تماما«، مضيفا بأن الأفلان قام بالتغيير قبل التعددية وبعدها، مشددا على أن الأفلان مع رئيس الجمهورية منذ 1999 ولا زال معه »نحن لا نخدع، إلى حد الآن عبد العزيز بوتفليقة هو رئيس الجمهورية ورئيس الحزب«، مبديا رفضه القاطع لما تنادي به بعض التنظيمات السياسية والتي تدعو لمرحلة انتقالية، قاطعا الطريق أمامهم بالقول »الجزائر دولة لها مؤسسات قوية عكس ما رأيناه في عدة دول«. زحالي يؤكد الشعب قدم دروسا لمن أرادوا إحالة الأفلان على المتحف أكد عبد القادر زحالي عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني أن الأفلان ليس مشلولا كما يدعي خصومه السياسيون وأعداؤه التقليديون، مشيرا إلى أن الأفلان له الأغلبية في الحكومة والمجالس المنتخبة وأن الشعب قدم درسا لمن أرادوا أن يغيبوا الحزب وأكد أنه في حاجة إلى الأفلان، وهذا ما أكدته مختلف الاستحقاقات السياسية. أوضح زحالي أن هذه اللقاءات التي يعقدها أعضاء المكتب السياسي مع مناضلي الحزب تندرج في إطار اللقاءات العادية المتصلة بنشاط المكتب السياسي، مضيفا بأن الأفلان يسير بطريقة منسجمة بين أعضاء مكتبه السياسي، واستطرد قائلا »من يقولون إن الأفلان مشلول نقول لهم إن حزبنا حاضر بقوة بآرائه ومواقفه ونشاطه ولديه هياكل منتشرة في ربوع الوطن تنشط بانتظام وفعالية«، مشيرا إلى المتطاولين على الحزب بقوله إن جبهة التحرير الوطني حررت البلاد والعباد وأعطت دروسا للعدو وإنها من خلال حزب جبهة التحرير الوطني تواصل رسالتها النوفمبرية في خدمة الجزائر المستقلة والسيدة. وفيما يتعلق بانعقاد دورة اللجنة المركزية وانتخاب أمين عام للحزب، أكد زحالي أنه عندما يحين الوقت ستنعقد الدورة وسيكون الصندوق هو الفاصل ومن تزكيه اللجنة المركزية سيكون أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني. كما أشار زحالي إلى أهمية المرحلة المقبلة، حيث ذكر بالمحاولات الخائبة والفاشلة التي تبرز بين الحين والحين والتي تهدف إلى إزاحة الأفلان من الساحة السياسية، وأضاف قائلا » لقد أرادوا تغييب الأفلان في 1990 ولما حصل ذلك تعرفون جيدا ماذا حدث للجزائر، إذ افتقدت إلى عنصر التوازن والوسطية في الساحة السياسية ممثلا في الأفلان وانغمست في التطرف والعنف«. وشدد زحالي على أن الشعب الجزائري ما فتئ يعطي الدروس المتتالية في جميع الانتخابات التي شهدنها الجزائر في مرحلة التعددية، مؤكدا بأنه في حاجة إلى الأفلان من خلال صناديق الاقتراع وبشفافية وديمقراطية. الهواري يؤكد الأفلان سيبقى الرائد في الساحة السياسي قال الطيب الهواري الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، إن الجزائر ما فتئت ترفع التحدي وتتصدى للمؤامرات، طيلة سنوات الاستقلال، مثلما أن جبهة التحرير الوطني قاومت الاستعمار بالأمس وما زال الأفلان يقف اليوم وفي كل وقت ضد المؤامرات التي تريد استهداف الجزائر وضرب استقرارها وإبعاد حزب جبهة التحرير الوطني عن المشهد السياسي لأنه القائد وصمام الأمان. وأضاف الهواري خلال اللقاء المنعقد أمس، بقسمة الأفلان ببوسماعيل، إن الذين يريدون إبعاد الأفلان تحت هذا المسمى أو ذاك، نقول لهم بأن الشعب الجزائري يتمتع بالوعي والبصيرة والقدرة على التمييز وعلى الاختيار وأن الأفلان الذي قاد ثورة نوفمبر العظيمة وقدم تضحيات جليلة من قوافل الشهداء والمجاهدين، لم تصنعه المخابر الأجنبية في باريس أو لندن، بل إن الشعب الجزائري بقيادة جبهة وجيش التحرير الوطني تحدى الحلف الأطلسي وتمكن من نيل حريته واستقلاله وسيادته. وبعد أن استعرض الطيب الهواري مجمل الأحداث وطنيا وإقليميا ودوليا، خلص إلى الحديث عن مرض الرئيس، حيث تمنى له الشفاء العاجل والعودة إلى ممارسة مهامه الدستورية منتقدا تلك الأصوات التي تحاول الاستثمار في مرض الرئيس. وفي حديثه عن الحزب، قال الهواري إن الأفلان سيبقى الرائد في الساحة السياسية بفضل مناضليه الأوفياء وإرادة الشعب الجزائري، وسيكون هذا الحزب أكثر قوة مما كان عليه في الماضي.