وزعت الشرطة الدولية (إنتربول) مذكرات توقيف دولية لأربعة مسؤولين مغاربة يشتبه في تورطهم في اختفاء المعارض المغربي المهدي بن بركة عام 1965 في باريس, وذلك إثر اتفاق مع وزارة العدل الفرنسية. وكانت تلك المذكرات قد صدرت أصلا قبل نحو عامين من طرف القاضي الفرنسي باتريك راماييل، لكنها وزعت فقط في فرنسا وتمت عرقلتها على المستويين الأوروبي والدولي، طبقا لما قاله المحامي موريس بيتان الذي يتولى الدفاع عن عائلة بن بركة. وتشمل تلك المذكرات قائد الدرك الملكي المغربي الجنرال حسني بن سليمان، والمدير السابق للإدارة العامة للدراسات والمستندات (الاستخبارات العسكرية) الجنرال عبد الحق القادري، وميلود التونسي المعروف باسم العربي الشتوكي الذي يعتقد أنه شارك عمليا في اختطاف بن بركة, وعبد الحق العشعاشي العضو في وحدة سرية تابعة للاستخبارات المغربية. ووزعت منظمة الإنتربول مذكرات التوقيف للمسؤولين المغاربة على المستوى الدولي تحت اسم »مذكرات تقص دولية بهدف التسليم«, أي تسليمهم إلى فرنسا، وهو ما يعني إمكانية اعتقال الأشخاص المستهدفين فور خروجهم من الأراضي المغربية. ويأتي هذا التطور في قضية بن بركة بعد أيام قليلة من زيارة قام بها وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتفو للمغرب استغرقت ثلاثة أيام التقى خلالها نظيره المغربي شكيب بنموسى ومسؤولين مغاربة آخرين. ولم يصدر أي تعليق من السلطات المغربية على ذلك التطور لكن مصدرا مقربا من وزارة العدل المغربية قال »إنها قصة قديمة تظهر على السطح كلما كان هناك طرف خفي يريد الإساءة إلى العلاقة بين المغرب وفرنسا«. وفي المقابل سارعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى مطالبة السلطات المغربية ب»تقديم كل المعلومات التي بحوزتها لإلقاء الضوء كاملا« على قضية اختطاف بن بركة. وكان القاضي الفرنسي باتريك راماييل قد أصدر خمس مذكرات توقيف في أكتوبر 2007, لكن منظمة الإنتربول لم تصدر مذكرة توقيف دولية للخامس بسبب مشكلة تحقق في هويته, وفق ما أوضحه مصدر مقرب من الملف. وقد تزامن إصدار تلك المذكرات عام 2007 مع الزيارة التي كان يقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للمغرب وهو ما سبب إحراجا للوفد الفرنسي, ودفع الرئيس الفرنسي للاكتفاء بالقول إن القضاء الفرنسي مستقل. وكان زعيم المعارضة المغربية في المنفى المهدي بن بركة قد اختفى في 29 أكتوبر عام 1965 أمام مطعم ليب في قلب باريس خلال عملية لا تزال ملفوفة بالغموض ويعتقد أنها تمت بتواطؤ أطراف مغربية وفرنسية.