أكدت قيادة حزب جبهة التحرير الوطني على لسان ناطقها الرسمي السعيد بوحجة، وجود خطة مدروسة وترابط بين المناورات التي تستهدف رموز الثورة من طرف من أسماهم »بعض العملاء بالجزائر« مع التطورات الحاصلة في فرنسا والتي تمجّد الحركى وذلك من منطلق تمكين السلطات الفرنسية سنّ القوانين التي تحمي أنصارها وعملاءها أثناء الثورة بسهولة، وبالتالي إضعاف قدرات الدولة الجزائرية في مساعيها للمطالبة بالاعتذار. ربط السعيد بوحجة عضو أمانة الهيئة التنفيذية بالأفلان، التحرّكات التي تقودها بعض العناصر التي قال إنها تدّعي انتماءها للثورة، مباشرة بالحراك السياسي القائم في باريس، بل إنه جزم بأن هناك خطة مدروسة بين ما يحدث في الضفتين، حيث استغرب اللجوء إلى ما أسماه »هذه الهجمة الشرسة« في مثل هذا الظرف رغم وجود آليات أخرى إن كانت تلك الإدعاءات صحيحة، وهي الآليات التي حصرها في تقديم الأدلة الدامغة والملفات التي تثبت صحة ما تدافع عنه تلك الجهات. ولتأكيد صحة هذا الترابط حرص بوحجة على التوضيح بأن لجوء باريس إلى سن قانون يمجد الحركى من خلال السعي لإنشاء مؤسسة تكفل حماية ذاكرة هؤلاء جاء متزامنا تماما مع تحركات هؤلاء الأشخاص في الجزائر لإثارة الجدل وجلب الانتباه من منطلق التشكيك في عدد الشهداء والإساءة لرموز الثورة ومحاولة استهدف الأفلان، وأكثر من ذلك اتهام الجزائر بالهجوم على المغرب فيما يعرف ب »حرب الرمال« في العام 1963 في حين تمت تبرئة الرباط. وبرأى محدّثنا فإن الترويج لهذه الادعاءات يستهدف الدولة الجزائرية بالدرجة الأولى ويحاول إضعاف موقفها تجاه مطالبة فرنسا الرسمية بتقديم اعتذارات رسمية عن الجرائم التي ارتكبتها طيلة فترتها الاستعمارية، كما يؤكد أيضا أن المناورات التي تحاك هنا في الجزائر القصد منها تعبيد الطريق أمام القوانين التي تخدم عملاء فرنسا وجلب الانتباه لمسائل هامشية وإشاعات مغرضة من أشخاص قال عنهم بوحجة إنهم يحاولون الظهور مجدّدا بعد الفشل الذريع الذي لحق بهم. وتحدّى القيادي في الأفلان في تصريحه ل »صوت الأحرار«، هذه الجهات بعدم التردّد والكشف عما تسميه »كل الملفات«، ومن ثم تسليمها لوزارة المجاهدين ومنظمة المجاهدين إن كانت صادقة فعلا في ادعاءاتها، وعليه فإن الحجة دامغة بحسب تأكيده بأن من يقف وراء هذه الحملة إنما يريد خدمة مصالح مشبوهة تسيء إلى الدولة الجزائرية وإلى ثورتها المجيدة وحتى إلى الشهداء وكل الأسرة الثورية مما يتطلب الحذر أكثر من هذه العناصر. ولفت السعيد بوحجة في سياق حديثه إلى أن مثل هذه المناورات التي تستهدف بشكل أخصّ حزب جبهة التحرير الوطني تأتي كذلك في محاولة يائسة لإثارة الهياكل القاعدية ضد القيادة الحالية خصوصا وأن ذلك يتزامن مع التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر التاسع المقرّر خلال الثلاثي الأول من العام المقبل، كما أنه توقّع ألا تكون هذه الهجمة الشرسة الأخيرة في هذه المرحلة. وبناء على ذلك فقد ردّ محدثنا بشدّة على كل الجهات والأشخاص الذين يعملون ويريدون للأفلان أن يعود إلى المتحف بقوله: »فليطمئنوا لأن مناضلينا أقوى مما يتصوّر هؤلاء، وهم أكثر التحاما ولن ينساقوا مع مثل هذه المناورات الدنيئة التي نعرف ويعرف المناضلون حقيقة الذين يقفون وراءها ويسعون إلى إحاكتها ضدنا«، مضيفا أن مثل هذه الحيل لا يمكن أن تنطلي على مناضلين في حزب بحجم الأفلان. وخلص عضو أمانة الهيئة التنفيذية المكلف بقطاع الإعلام إلى أن جبهة التحرير الوطني أكبر من العناصر التي تستهدفها، كما أوضح بأنها قوية بأبنائها ومناضليها، قبل أن يؤكد وكلّه ثقة »لا خوف على الأفلان لأن ما يحاك ضده إنما يزيد مناضليه وقيادته أكثر قوة وتلاحما لأنهم يدركون بأن الإنجازات التي تحقّقت بفضل حزبنا تعرّضه دائما لهجمات شرسة من هذا القبيل«، ليجدّد الدعوة إلى كل المناضلين في القسمات والمحافظات بضرورة الاحتياط والردّ بالشكل المناسب من كل من يريد زعزعة استقرار الحزب العتيد.