اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ كمال الخطيب وعددا من الشبان الفلسطينيين بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح، في حين أصيب عشرات آخرون أثناء مواجهات اندلعت عند باب الأسباط وحول الحرم القدسي بعد محاصرة قوات الاحتلال لمعتكفين داخل المسجد الأقصى إثر احتشاد متطرفين يهود عند باب المغاربة وتهديدهم باقتحام الحرم لأداء طقوس دينية. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان لها إن قوات الاحتلال اقتادت الشيخ كمال الخطيب إلى معتقل المسكوبية داخل المدينة القديمة بالقدس للتحقيق، كما أن بين الجرحى مصورين صحفيين. ونقل عن مصادر المعتكفين والمرابطين في الأقصى أن ما بين 30 و40 فلسطينيا أصيبوا خلال المواجهات مع قوات الاحتلال عند بابي الأسباط وحطة ومنطقة وادي الجوز، مشيرة إلى أن الاحتلال سمح لكبار السن فوق الخمسين عاما والنساء بدخول المسجد الذي يحاصره ويغلق أبوابه منذ ساعات ما بعد عشاء أول أمس. وكانت قوات الاحتلال في وقت سابق من صباح أمس طالبت عشرات المعتكفين داخل الأقصى بتسليم أنفسهم، ودفعت بتعزيزات إلى محيط البلدة القديمة ومنعت مدير الأقصى الشيخ حسين براغيث ومدير الأوقاف عزام الخطيب من دخول الأقصى. كما اعتقلت المسؤول السابق لملف القدس في السلطة الفلسطينية حاتم عبد القادر وعدداً من المواطنين المقدسيين. وقد توتر الموقف حول الحرم القدسي بشكل كبير إثر احتشاد أعداد من اليهود المتطرفين عند باب المغاربة، حيث أفادت معلومات أنّ شرطة الاحتلال تستعد لإدخالهم على مجموعات إلى داخل الحرم الشريف، حيث يعتكف قرابة مائتي فلسطيني للتصدي لمحاولة اقتحام الأقصى من قبل هؤلاء. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان أن عددا كبيرا من قوات الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي انتشرت في المدينة القديمة بالقدس وقامت المروحيات بالتحليق على ارتفاع منخفض. وترددت أنباء من شهود عيان من البلدة القديمة أن جنود القناصة انتشروا على أسوار المسجد الأقصى من الجهة الغربية. وقال الشيخ صلاح – المرابط مع المئات على بعد 150 مترا من تخوم المسجد الأقصى- »يا أهلنا في القدس والداخل نحن الآن مطالبون أن نعتبر أنفسنا في حالة استنفار للرباط في المسجد الأقصى، وتحويله إلى درع بشرية للدفاع عنه والوقوف في وجه الاحتلال وسوائب المستوطنين«. ومن داخل المسجد الأقصى، أكد مفتي القدس والديار المقدسة الشيخ محمد حسين الموجود هناك أن المعتكفين وهو من بينهم يرفضون الخروج وسيبقون مرابطين لمنع اعتداءات المتطرفين اليهود والمستوطنين واقتحامهم الأقصى، واصفا ما يحدث داخل الأقصى وفي محيطه بالخطير جدا. وناشد مفتي القدس الأمتين الإسلامية والعربية والمنظمات الإقليمية والدولية وعلى رأسها منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية أن تضطلع بدورها، وتتحرك »لكبح جماح الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة«. وحمل الشيخ محمد حسين سلطات الاحتلال الإسرائيلي»كافة النتائج الوخيمة على هذه الحماقات«،معتبرا أن اقتحام الأقصى تجاوز لكل الخطوط المحرمة والحمراء.