تفتتح مساء اليوم في بيروت، الدورة الرابعة من تظاهرة «أشغال فيديو» وتتميّز هذه الدورة بالمواضيع التي تبتعد عن القضايا الكبرى والحرب والطائفية والنزاعات المسلحة والأيديولوجيا والثورات، والتي أصبحت نماذج مكررة حيث سيعرض فيلم مروة أرسانيوس «متى قتلتِ الدبّ .... متى صرت جميلة» ومدته 29 دقيقة يعالج موضوعاً تاريخياً سياسياً إجتماعياً، يتناول شخصية المناضلة الثورية جميلة بو حيرد، من خلال أرشيف مجلة «الهلال» الصادرة بالقاهرة ولكن هذه المرّة من المرات الوحيدة التي تسقط فيها المقدسات عن أيقونات تعتبر تاريخية ممنوعاً المساس بها أو نقدها أو التحقيق في وصولها إلى أن تكون أيقونة. ويتساءل ماذا يعني أن نلعب دور المناضلة من أجل الحرية؟ وماذا يعني أن نصبح أيقونة؟ وكيف يمكن تركيب الذات أن يخدم أهدافاً سياسية معيّنة؟ ومن التصويرات المختلفة لجميلة في السينما، إلى توريطها وتعزيز وجودها عبر المجلة، يسعى الفيلم إلى النظر في تاريخ المشاريع الاشتراكية في مصر، وثورات مكافحة الاستعمار في الجزائر، والطريقة التي قامت عبرها بترويج المشاريع النسوية وتهميشها في آن واحد ويتطرق الفيلم الذي يعرض اليومً عند العاشرة مساء، ضمن فئة الإنتاجات المستقلة، إلى «التفريق الواضح بين الجنسين الذي كان ينحّي النساء عن المجال العام، وكيف تم التغلب عليه لفترة قصيرة خلال الثورة و الاستقلال بالجزائرالتي كانت أيقونتها جميلة بوحيرد». تغوص التيمات والأفكار في الأفلام التي ستعرض في «أشغال فيديو»، في مواضيع بسيطة وعميقة تدخل في يوميات أي إنسان في أي بقعة من الأرض، كالحب والموت الغواية والعزلة والصمت والمكان وتحوّلات المدينة والغوص في مكنونات الفرد وتعقيداته النفسية والاجتماعية وتفاعله مع الآخر والمحيط ، الأفلام الستة التي أنتجتها «أشغال فيديو» لتُعرض في التظاهرة، اختارتها لجنة تتألف من السينمائيين غسان سلهب وروي سماحة وكارين ضومط وريما المسمار، «أشغال فيديو» الذي أُسس من قبل «أشكال ألون» في 2006 ليكون برنامج مِنَح وعرض أفلام فيديو بهدف توفير هيكلية دعم مستدامة لإنتاجات الفيديو من قبل فناني وصانعي الأفلام الناشئة في لبنان، محترفاً حقيقياً نجح في فتح حوار بصري - ثقافي جديد وتأهيل أرضية جديدة لأفكار وصُور مبتكرة. أفكار، كما نراها هنا في أفلام نادين بكداش وجمعة حمو، كلوي غريفين وسيسكا، رومان هامار، رائد رافعي، ساره فرنسيس، وجاد يوسف، تُسائِل وتنتقد وتروي حالات مجتمع مليء بالحكايا وأنواع السرد والقضايا الإنسانية الفردية التي ما زالت غير مبتذلة وغير مشغولة في الوسط الثقافي وخصوصاً السينمائي. وضمن الأفلام «مونديال 2010» ، «أنوثة ساكنة» ، «أنوثة ساكنة» ،«سورية: يوميات الزمن الحاضر»